اصدرت محكمة عسكرية امريكية في بغداد أمس الاربعاء حكما بالسجن سنة على الجندي الامريكي جيريمي سيفيتس لضلوعه في الممارسات التي ارتكبت في حق معتقلين عراقيين في سجن ابو غريب قرب العاصمة العراقية.وحكم على سيفيتس (24 عاما) ايضا بمغادرة صفوف الجيش وتنزيل رتبته بسبب "سلوكه السيء".وقد استمع الى القاضي الكولونيل جيمس بول وهو يتلو الحكم ولم يحرك ساكنا.ومع بدء جلسة المحاكمة العلنية، اعترف الجندي بتهمة اساءة معاملة معتقلين عراقيين واهانتهم في سجن ابو غريب.واعترف بانه ارغم معتقلا على الانضمام الى مجموعة من المعتقلين على الارض وبانه التقط صورا لحارس آخر في السجن الكابورال تشارلز غرانر وهو يتظاهر بانه يضرب احد هؤلاء السجناء.كما اعترف بانه شارك مع حراس آخرين في السجن في تطبيق خطة اذلال تقضي بوضع معتقلين فوق بعضهم على شكل هرم. في هذه الأثناء، اعلن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الامريكي جون وورنر ان وزارة الدفاع ابلغت اللجنة باكتشاف قرص مدمج جديد يحتوي على صور جديدة لعمليات تعذيب الجنود الامريكيين للمعتقلين العراقيين. يشار الى ان وزارة الدفاع الأمريكية اعلنت حتى الآن عن وجود ثلاثة اقراص مدمجة تحتوي على صور رقمية وافلام فيديو للتجاوزات وعمليات التعذيب التي ارتكبت بحق عدد من المعتقلين العراقيين في سجن ابو غريب. وقد قلل عراقيون من أهمية المحاكمة التي تجريها سلطة الاحتلال في العراق لعدد من الجنود الامريكيين بتهمة تعذيب المعتقلين والاسرى العراقيين في سجون بالبلاد واعتبروها محاكمة صورية وإجراءات دعائية يراد من خلالها امتصاص نقمة العراقيين الغاضبين على سوء تصرفات الجنود الامريكيين والبريطانيين ضد الاسرى والمعتقلين والمعاملات اللاأخلاقية داخل السجون. وقد وجهت إلى ثلاثة جنود أمريكيين امس الاربعاء اتهامات رسمية بإساءة معاملة السجناء العراقين مع بدء أولى جلسات المحاكمة العسكرية لجندي أمريكي في هذه القضية في بغداد. ووجهت إلى الجنود الثلاثة جافال ديفز وايفان فريدريك وتشارلز جارنر الذين مثلوا أمام المحكمة تهم التآمر لاساءة معاملة السجناء والاهمال والتقصير والاعتداء. وفضل المتهمون تأجيل الرد على التهم الموجهة إليهم وطلب منهم المثول أمام المحكمة من جديد في 21 يونيو المقبل. في غضون ذلك بدأت محاكمة الجندي جيرمي سيفيتس وهو واحد من سبعة جنود يواجهون اتهامات بتعذيب السجناء حتى الان فيما يواصل محققو وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) التحقيق في الفضيحة التي أثارت موجة من الغضب العارم في أنحاء العالم بعد نشر صور إساءة معاملة الجنود الامريكيين للسجناء العراقيين قبل ثلاثة أسابيع. وقد أقر جيريمي سيفيتس امام المحكمة العسكرية بتهمة انتهاك حقوق سجناء عراقيين في سجن ابو غريب في اول محاكمة من بين عدة محاكمات منتظرة. وقال محامي الدفاع اللفتنانت ستانلي مارتن ان موكله أقر انه مذنب في واقعتين لاساءة معاملة محتجزين وواقعة تقصير في الواجب وانه سيقر بذنبه أيضا في تهمة التآمر لاساءة معاملة المحتجزين اذا خففت صيغة الاتهام فيما يخص التقاط صور فوتوغرافية لسجناء عرايا.. وفرضت إجراءات أمنية مشددة في المنطقة المحيطة بقاعة المحكمة المؤقتة في بغداد وتعين على الصحفيين اجتياز عدة نقاط تفتيش أمنية لدخول القاعة في "المنطقة الخضراء" الخاضعة لسيطرة الولاياتالمتحدة.ويمكن للجمهور حضور جلسات المحاكمة لكنها لن تذاع تلفزيونيا.ولا يسمح أيضا بدخول الهواتف النقالة قاعة المحكمة. واختارت سلطات الاحتلال إحدى القاعات الكبرى في قصر المؤتمرات ببغداد لاجراء المحاكمة العسكرية التي ستكون بعيدة عن كاميرات المراسلين الصحفيين وستقتصر على حضور عدد محدود من وسائل الاعلام المحلية والخارجية. وطالب رجل الدين شاكر سيف الدين "33 عاما" بألا تقتصر المحاكمة على صغار الجنود وإنما تشمل قادتهم ايضا كونهم يعملون بأمرتهم وينفذون أوامرهم بدقة. وقال إبراهيم عبد الستار "50 عاما" محامي لا اعتقد ان لهذه المحكمة اي تأثير على نفسية المواطن العراقي كونها إجراء دعائيا وليست اسلوبا رادعا لايقاف الممارسات اللاأخلاقية لقوات التحالف. حراسة مشددة امام المحكمة ومت الجو