مثُل ثلاثة أسرى فلسطينيين، اليوم الجمعة، أمام محكمة "الصلح" الإسرائيلية في مدينة بئر السبع، لنظر في التهم الموجهة لهم حول قيامهم بضرب سجانين في معتقلات إسرائيلية. وأفادت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين" بأن الأسرى الثلاثة خالد السيلاوي والشقيقين أحمد ومحمود نصار، يواجهون اتهامات بضرب سجانين في معتقلي "نفحة" و"النقب"، خلال عمليات القمع التي نفّذتها قوات إسرائيلية خاصة بحق الأسرى فيهما، خلال اليومين الماضيين. وقال محامي الهيئة، يوسف نصاصرة، الذي التقى بالأسرى في قاعة المحكمة، إن "خالد السيلاوي" وهو من سكان قطاع غزة ويقضي حكما بالسجن لمدة 18 عامًا، يواجه اتهاما بضرب أحد السجانين في "نفحة" بآلة حادة، ردًا على تنكيل قوات القمع الإسرائيلية "متسادا" به ورفاقه الأسرى في المعتقل. وقامت قوات القمع الإسرائيلية الخاصّة باقتحام الغرفة "7" في قسم "1" يوم الأربعاء الماضي، وأتلفت كافة ممتلكات الأسرى فيها "بطريقة همجية وعدوانية"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن "هيئة شؤون الأسرى والمحررين". وبحسب إفادة الأسير السيلاوي؛ فإن وحدة قمع مكونة من حوالي 15 سجانًا إسرائيليًا قامت بالاعتداء عليه بالضرب المُبرح والوحشي؛ حيث لا تزال علامات الضرب ظاهرة على كافة أنحاء جسده. وأضاف أن إدارة السجن لم تقم بتقديم العلاج الطبي اللازم له، رغم معاناته من كسور في عظام الصدر ومن صعوبة في التنفس. أما الأسير أحمد نصار، وهو من سكان قرية مادما قضاء مدينة نابلس والمحكوم لمدة عامين، أفاد بأن وحدة قمع مكونة من نحو 30 سجاناً اعتدت عليه بالضرب المبرح على الرأس وكافة أنحاء جسمه ما أدى لفقدانه الوعي، وذلك في قسم "16" في سجن النقب، دون أي سبب. وأضاف أن الإدارة لم تقدّم العلاج اللازم له في السجن، حتى تم نقله إلى مشفى "سوروكا" الإسرائيلي في بئر السبع. ووصف نصار معاملة قوات "النحشون" المسؤولة عن عملية نقل الأسرى ب"السيئة جدًا"، حيث قاموا بضربه خلال عملية النقل في "البوسطة". وأوضح شقيقه الأسير محمود نصار والمحكوم بالسجن لمدة 5 أعوام، بأنه تم الاعتداء على قسم 16 في سجن النقب ورشهم بالغاز، وإطلاق قنابل الصوت، كما قام 30 سجاناص بالاعتداء على نصار بالضرب المُبرح. وأضاف أنه قام بضرب أحد السجانين بشفرة بسبب سوء الأوضاع في السجن، إلى جانب الضغوطات المستمرة على المعتقلين خاصة المداهمات والاقتحامات وعدم تلبية مصلحة السجون لمطالب الأسرى. وقال إنه لا يزال يعاني من جراء الضرب المبرح، حيث أصيب بانتفاخات في كافة أنحاء جسمه، موضحًا أن أسيراً آخر قد تعرض للضرب الوحشي، وهو الأسير صالح عطا من سكان رام الله، حيث أصيب بكسور في يده وجرح عميق في وجهه دون أن يتم تقديم العلاج له. وكان الأسيران خالد السيلاوي وأحمد نصار، قد نفّذا داخل سجنيْ "نفحة" و"النقب" عمليّتا طعن، لتسفرا عن إصابة شرطي وضابط إسرائيليّين يوم الأربعاء الماضي. وشهد سجنا "النقب" و"نفحة" استنفاراً كبيراً خلال اليومين الماضيين، بسبب عمليات الاقتحام والقمع التي طالت عدداً من الأقسام، كما شهد تنقّلات لعدد من الأسرى من سجن لآخر، إضافة لعزل بعضهم "انفرادياً". وفي سياق آخر قالت هيئة حقوقية إن الاحتلال أفرج عن الأسير الفلسطيني أحمد عيسى (17 عاماً)، إلا أنه أبقى عليه في مشفى "العفولة" بالداخل المحتل، للعلاج من جراحه البليغة التي أُصيب بها، بعد تعرضه للدهس من قبل جيب عسكري تابع للاحتلال. وأفادت جمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، اليوم الجمعة، بأن الأسير عيسى أصبح حرّاً، بعد قرار المحكمة الإسرائيلية بالإفراج عنه بكفالة مالية بقيمة 500 شيقل (133 دولارا أمريكيا)، ومرور المدة المتاحة لنيابة الاحتلال بتقديم استئناف على القرار. وكانت محكمة "سالم" الإسرائيلية قد أصدرت قراراً بالإفراج عن الأسير عيسى أمس، والذي تعرّض للدهس من قبل آلية للاحتلال في الثالث من شهر كانون ثاني/ يناير الماضي، وهو من محافظة جنين. المصدر : وكالة قدس برس