عرض وزير الداخلية الاسباني خوسيه انطونيو الونسو مواضيع أمنية مشتركة مع نظيره المغربي مصطفى الساهل والوفد المرافق له في الاجتماع الذي انعقد في مدريد أمس بناء على طلب الجانب المغربي، والذي سادته "اجواء صريحة وودية"، كما قالت مصادر مطلعة على المحادثات. وقالت المصادر ان المناقشات تخطت موضوع مكافحة الارهاب الذي يشغل سلطات الأمن في البلدين، وتناولت تنظيم عبور مضيق جبل طارق في موسم الصيف، علماً ان اكثر من 600 الف سيارة تنقل نحو 5،2 مليون شخص تعبر اسبانيا من دول اوروبية عدة في طريقها الى دول المغرب العربي. وقرر المجتمعون وضع آلية محددة وثابتة في البلدين من اجل اشراف وحدات خاصة على شؤون تنسيق الهجرة. وضم الوفد المغربي المستشارة الملكية زليقة نصري التي تشرف على مؤسسة "محمد الخامس"، وعمر عزيمان رئيس مؤسسة "الحسن الثاني" التي تقدم المساعدات للمهاجرين الذين يعبرون الى اسبانيا، ومدير الامن الوطني الجنرال حميدو العنيقري. وشدد الطرفان على ضرورة تعزيز التعاون في مكافحة تهريب المخدرات. وقررا عقد اجتماع قريباً في المغرب لتحديد آليات مناسبة لهذا الاجراء. واكدت اسبانيا انها ستدعم جهود المغرب للحصول على مساعدات من الاتحاد الاوروبي خصوصاً على صعيد تزويدها اجهزة تقنية لمراقبة الحدود. وفي الرباط قالت مصادر مغربية واسبانية ان محادثات وزيري الداخلية تشكل خطوة في تنفيذ الاجراءات التي اتفق عليها البلدان خلال زيارة رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويساز ثاباتيرو الى المغرب في 24 نيسان ابريل الماضي في ضوء الاتفاق على المضي قدماً في "الحرب على الارهاب" ومحاربة الهجرة غير الشرعية وتنسيق جهود التعاون الامني والسياسي. بيد ان مشاركة مدير الامن المغربي الجنرال حميدو العنيقري في الوفد المغربي يضفي بعداً خاصاً على الزيارة اقربها البحث في تسليم مطلوبين الى القضاء المغربي اعتقلوا في اسبانيا، وضمنهم المعتقل عبدالعزيز بنيعيش المطلوب في هجمات الدار البيضاء، اضافة الى رصد الظاهرة الارهابية في العلاقة بين احداث مدريدوالدار البيضاء. ورأت مصادر في تركيز المسؤول الامني، في مقابلة صحافية الاسبوع الماضي على ضلوع تنظيم "القاعدة" في تلك الهجمات من خلال "الجماعة المسلحة المغربية المقاتلة" وكذا الكلام عن استخدام المعتقل المغربي جمال زوغام للمعتقل عبدالعزيز بنيعيش اشارة صريحة الى نوع الارتباط. وان كان العنيقري قال ان "العلاقة بين هجمات الدار البيضاءومدريد غير مباشرة، لكنها تطاول افراداً يتعارفون". ويبحث المسؤولون المغاربة والاسبان في اجتماعات مدريد في اقرار آليات لمحاربة الهجرة غير الشرعية، خصوصاً في ضوء استخدامها لمصلحة تنظيمات ارهابية. واشارت مصادر اسبانية اول من امس الى ان مافيات المخدرات والهجرة غير الشرعية تشجع الارهاب. ونقلت صحيفة "لاراثون" الاسبانية معلومات مفادها ان هذه المافيات "تعمد الى تشجيع الارهاب من اجل تعزيز ابتزاز الحكومتين الاسبانية والمغربية". ويضم الوفد المغربي كذلك المحافظ محمد المنصوري مدير الشؤون العامة في الداخلية المكلف ملف الهجرة وغيرها. ورأى وزير الشؤون الاسلامية المغربي احمد التوفيق ان التعاون بين بلاده واسبانيا في اختيار ائمة المساجد المؤهلين دينياً وعلمياً يفرضه تزايد الغلو والتطرف في اوساط الجاليات المهاجرة العربية والاسلامية في اوروبا. ونُقل عنه: "لا يمكن السماح باستخدام المساجد للدعوات الى العنف والتحريض على التطرف". وتزامن ذلك وتركيز السلطات الاسبانية على تنظيم المجال الديني في البلاد في ضوء تفجيرات قطارات مدريد في 11 آذار مارس الماضي. ورأى الوزير المغربي في مقابلة مع صحيفة "أ ب س" الاسبانية في نهاية الاسبوع: "كما ان هناك حواراً حول الاقتصاد والتجارة والثقافة في امكان المغرب واسبانيا فتح حوار في الشؤون الدينية". وأبدت السلطات الاسبانية منذ تفجيرات قطارات مدريد اهتماماً بأوضاع المساجد، في ضوء معلومات تحدثت عن ارتياد متورطين في التفجيرات لها. وأقرت خطة جديدة لاختيار خطباء المساجد، بينما نحى المغرب في اتجاه تطوير الحقل الديني وانشاء ادارات في وزارة الشؤون الاسلامية تهتم بمعاودة ترتيب الشؤون الدينية.