شهدت مدينة النجف صدامات واسعة بين القوات الاسبانية والسلفادورية وبين آلاف من انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، اسفرت عن مقتل حوالى 20 عراقياً وخمسة جنود سلفادوريين واصابة مئة آخرين، وامتدت لاحقاً لتشمل العاصمة بغداد والعمارة. في الوقت ذاته، ندد الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي مسعود بارزاني بلجوء انصار الصدر الى "العنف". اعلن مصدر طبي في النجف جنوب امس، مقتل حوالى 19 عراقياً من انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، غداة صدامات مسلحة اثر تظاهر الآلاف تتقدمهم مجموعة عناصر ملثمين في "جيش المهدي" وهم يهتفون ضد الاحتلال الاميركي امام قاعدة اسبانية للقوة المتعددة الجنسية خمسة كيلومترات عن مدينة النجف، احتجاجاً على اعتقال الشيخ مصطفى اليعقوبي مسؤول مكتب الصدر في النجف. وكانت القوات الاسبانية نفت اي علاقة لها بالاعتقال، لكن مصدراً في "التحالف" طلب عدم نشر اسمه اكد لاحقاً اعتقال الشيخ اليعقوبي السبت الماضي. وافاد مصدر طبي ان 20 شخصاً على الاقل قتلوا، فيما اصيب اكثر من 150 بجروح، في حين اعلنت وزارة الدفاع الاسبانية مقتل خمسة جنود سلفادوريين واصابة تسعة آخرين في اشتباكات قرب النجف. وزادت في بيان ان قوات من اسبانيا والسلفادور ردت باطلاق النار، بعدما تعرضت قاعدتهم "الاندلس" في النجف ل"هجوم". لكن احد الشهود افاد ان جنود التحالف "أطلقوا النار على المتظاهرين وفر الناس في كل الاتجاهات للاختباء"، موضحاً انه شاهد خمسة اشخاص ممددين على الارض. واضاف ان "القوات الاسبانية منعت انصار الصدر من التوجه الى الكوفة للالتحاق بزعيمهم هناك تلبية لنداء وجهه اليهم صباحاً للتجمع". وقال احد الشهود ان آلافاً من المتظاهرين الشيعة كانوا يسيرون من ساحة "ثورة العشرين" في النجف 160 كلم جنوببغداد باتجاه مسجد الكوفة 150 كلم جنوببغداد. واضاف انه عند مرور المتظاهرين قرب القاعدة رشق بعضهم الجنود الاسبان بالحجارة وهم يهتفون "لا لا اميركا" و"لا لا اسرائيل" ما اثار غضب الجنود الذين بادروا باطلاق النار على المتظاهرين. وقال آخر ان الجنود الاسبان مروا بآليات مصفحة رشقها المتظاهرون بالحجارة، ما دفع الجنود الى الرد باطلاق النار عليهم. العمارة في العمارة، وقعت مواجهات بين انصار الصدر الذين تظاهروا اثر احداث النجف والقوات البريطانية، اسفرت عن مقتل عراقي واصابة خمسة آخرين في جنوب شرقي المدينة. وافاد مصدر في مستشفى العمارة العام ان "رجلاً قتل بعد اصابته برصاصة في الصدر اطلقها جنود بريطانيون كما اصيب خمسة اشخاص بجروح طفيفة". بغداد في الوقت ذاته، اقتحمت القوات الاميركية مكتب الصدرفي بغداد، ما اسفر عن وقوع مواجهات، ادت الى مقتل عراقيين واصابة سبعة آخرين. وكان ابو جعفر العنيزي احد قادة "جيش الامام المهدي" قال قبيل وقوع مواجهات النجف: "بالامس تظاهرنا من اجل الافراج فوراً عن مصطفى اليعقوبي مسؤول مكتب الصدر في النجف واليوم نتوجه نحو القاعدة العسكرية المعتقل فيها". واضاف: "نطالب ايضا باعادة فتح صحيفتنا "الحوزة الناطقة" التي اقفلتها القوات الاميركية الاحد الماضي بحجة تحريضها على محاربة قوات التحالف وتعكير الامن". بارزاني يدين في غضون ذلك، قال بارزاني في مؤتمر صحافي عقده في بغداد: "من حق العراقيين ان يعبروا عن آرائهم بطرق سلمية، وهذه هي الديموقراطية. اما اللجوء الى العنف فأمر مرفوض يرفضه الشعب العراقي برمته". واضاف ان "كل عمل يؤدي الى العنف والى وقوع خسائر بين المدنيين وقوات التحالف ندينه بشدة". واعرب عن امله بلجوء "الجميع الى الطرق السلمية والديموقراطية للتعبير عن رأيهم".