بات من شبه المؤكد أن بتم تبادل رسالتبن، اميركية وإسرائيلية، خلال اللقاء الذي يجمع بين الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء آرييل شارون الاربعاء. وحسب مصادر اسرائيلية، فان بوش سيؤيد "خطة الفصل" بوصفها "خطوة مرحلية" على طريق تنفيذ "خريطة الطريق"، وسيرفض حدود عام 1967 وعودة اللاجئين. في المقابل، سيطلعه شارون على خطة الانسحاب من غزة واخلاء 4 مستوطنات في الضفة، كما سيعلن "التزامه خريطة الطريق" ويؤكد ان مسار "الجدار الفاصل" موقت. راجع ص 6 في هذه الاثناء، يعمل فريق من مكتب شارون في واشنطن على تذليل آخر العقبات التي لم يتم تذليلها لدى زيارة الوفد الثلاثي الاميركي لاسرائيل قبل ايام، خصوصا قضية المستوطنات. وفي هذا الصدد، اكدت مصادر اسرائيلية رفيعة ان واشنطن تقاوم الضغوط للاعتراف بشرعية المستوطنات واعطاء ضمانات في شأن ضم المستوطنات الكبيرة في الضفة لاسرائيل، وتفضل ترك هذه القضية للتفاوض. ومما تكشف عن مضمون الرسالتين الاميركية والاسرائيلية، يتضح ان ادارة بوش حددت شكل الحل النهائي للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي من خلال تبني الموقف الاسرائيلي من ثلاث قضايا هي: اولاً، اللاجئون الذين ترفض عودتهم الى اسرائيل وتقصرها على الدولة الفلسطينية فقط. وثانياً الحدود، اذ لا تعتبر ان حدود عام 1967 مقدسة، وبالتالي لن تطالب اسرائيل باخلاء كامل الضفة، لكنها تترك الحدود النهائية للمفاوضات بين الجانبين. وثالثاً المبادرات السياسية، اذ ستؤكد الرسالة الاميركية عدم فرض اي خطة سياسية اخرى على اسرائيل، بل ستؤيد "خطة الفصل" شرط ان تكون "خطوة مرحلية" باتجاه تنفيذ "خريطة الطريق". وعلى خط مواز، اكد وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات ان السلطة الفلسطينية تلقت "ضمانات" من الادارة الاميركية بعدم اتخاذ اي خطوات من شأنها الاجحاف بقضايا الوضع النهائي في المفاوضات مع اسرائيل، خصوصا الحدود واللاجئين والقدس، مضيفا ان الامر يشمل ضرورة ان يكون الانسحاب من غزة "جزءا من خريطة الطريق". واذا ما تم تبادل رسائل بهذا المعنى بين بوش وشارون، فإن ذلك سيشكل دعماً سياسياً لرئيس الوزراء الاسرائيلي يمكنه من تمرير خطته داخل حزبه ليكود والائتلاف الحكومي وفي الكنيست، علما ان ليكود اعلن انه سينظم استفتاء بين كوادره في شأن "خطة الفصل" في 29 الجاري، في الوقت الذي تستعد وحدات من الشرطة الاسرائيلية لتلقي تعليمات من شارون في اي لحظة لاخلاء عدد من المستوطنات العشوائية في الضفة الغربية "ارضاء" لبوش.