ارجأت الفصائل الفلسطينية الى اجل غير مسمى اجتماعا لها كان مقررا مساء امس في غزة بسبب عدم تقديم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ورقة سياسية تتضمن رؤيتها لمرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. ويأتي التأجيل في وقت باشرت مجموعة من مستوطني غزة اعداد وثيقة تحدد التعويضات التي ستطالب بها في حال الانسحاب الاسرائيلي من القطاع بموجب "خطة الفصل". راجع ص 6 وفيما تتجه الانظار الى الولاياتالمتحدة التي ستكون حتى نهاية الشهر الجاري وجهة لعدد من الزعماء في المنطقة، اجريت اتصالات مصرية - فلسطينية امس قبل توجه الرئيس حسني مبارك الى واشنطن حيث يلتقي الرئيس جورج بوش غدا للبحث في "خطة الفصل" الاسرائيلية. في هذا الصدد، افادت وكالة الانباء الفلسطينية ان الرئيس ياسر عرفات تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية المصري احمد ماهر بحثا خلاله المستجدات واستمرار العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والجهود الدولية لوقفه. من جانبه، طالب وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث الذي سيزور واشنطن بعد اسبوع من زيارة رئيس الوزراء ارييل شارون، الادارة الاميركية بتحمل مسؤولياتها تجاه عملية السلام وضمان حرية الحركة للفلسطينيين في المعابر البرية والمائية والجوية بعد الانسحاب من غزة حتى لا تتحول خطة الانسحاب الى "عقاب" و"اغلاق" لقطاع غزة. في غضون ذلك، نفت مصادر فلسطينية ان يكون ارجاء اجتماع لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية الى اجل غير مسمى، مؤشرا الى وصول الحوار الى ازمة، موضحة ل"الحياة" ان "حماس" تسعى الى انضاج رؤيتها على نار هادئة قبل ان تطرح على باقي الفصائل ورقتها السياسية الخاصة بمرحلة ما بعد الانسحاب من غزة، وذلك بهدف تجنب الوقوع في مطب "وثيقة آب"، في اشارة الى الوثيقة التي توصلت اليها الفصائل قبل عام ونصف العام ولم يتسن تطبيقها. واوضحت المصادر ان ممثل "حماس" سعيد صيام تغيب عن اجتماع لجنة المتابعة امس بسبب مرضه. واضافت ان المشاورات مستمرة بين "حماس" الداخل والخارج، وان حوارات ثنائية وثلاثية جارية بين الحركة والفصائل، وهي احد اسباب تأخير طرح "حماس" ورقتها.