طرأ تطور لافت على المواجهات في العراق، وللمرة الأولى أعلن عن خطف يابانيين وكوريين وبريطاني. وأكد الناطق باسم الحكومة اليابانية ياسو فوكودا ان بلاده لن تسحب قواتها من العراق، على رغم خطف ثلاثة من مواطنيها، وطالب بالافراج الفوري عن هؤلاء الذين تحتجزهم كرهائن جماعة عراقية مسلحة غير معروفة هددت بحرقهم "أحياء". وكانت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية بثت أمس شريطاً مصوراً تسلمته من مجموعة عراقية اطلقت على نفسها "سرايا المجاهدين"، تهدد فيه بقتل ثلاثة مواطنين يابانيين تحتجزهم، إذا لم تسحب طوكيو قواتها من العراق. واوضحت القناة التي بثت صوراً لثلاثة يابانيين ووثائق هوية يابانية، ان المجموعة أمهلت طوكيو ثلاثة ايام من تاريخ بث الشريط قبل تنفيذ تهديدها. وجاء في البيان: "نقول لكم، سقط ثلاثة من ابنائكم أسرى في أيدينا، ونخيّركم بين أمرين: اما ان تسحبوا قواتكم من بلادنا وتعودوا الى دياركم، واما ان نحرقهم احياء ونجعلهم طعاماً للمقاتلين". وظهر اليابانيون الثلاثة راكعين معصوبي العيون، ومحاطين بملثمين يحملون بنادق. وأظهرتهم لقطة وعيونهم ظاهرة ويتحدثون مع محتجزيهم وهم جالسون على الارض. وورد في جوازات السفر التي عرضها شريط الفيديو ان المرأة اسمها تاكاتو ناهوكو، وأن الرجلين نورياكي ايماي وسويشيرو كورياما. وأحدهم على الاقل لديه بطاقة صحافية. وبثت اذاعة "أن.اتش.كيه" اليابانية ان تاكاتو عضو في جماعة مدافعة عن حقوق الانسان، كانت تشارك في اغاثة الاطفال في العراق منذ العام الماضي. وأضافت أن ايماي كان يخطط قبل رحلته الى العراق لبحث ميداني عن الآثار المحتملة للاسلحة التي تستخدم اليورانيوم المستنفد، وأن كورياما مصور يعمل لحسابه. وفي وقت سابق تعهدت اليابان عدم اتخاذ قرار متسرع في شأن قواتها البالغ قوامها 550 فرداً في مدينة السماوة جنوبالعراق بعد انفجارات قرب معسكرهم. واعلنت الخارجية الكورية الجنوبية ان مسلحين عراقيين خطفوا أمس ثمانية كوريين جنوبيين، تمكن احدهم من الافلات. وقال المسؤول في الوزارة سانغونغ جانتايك ان هؤلاء "أسروا بأيدي المتمردين في العراق، ونجا احدهم". وكانت وكالة "يونهاب" اليابانية أعلنت ان مجموعة عراقية مسلحة لم تذكر اسمها احتجزت ثمانية كوريين قساوسة، ثم اطلقت احدهم. وأفاد مسؤول في قوات "التحالف" ان مدنياً بريطانياً اسمه غاري تيلي فقد هذا الاسبوع في بلدة الناصرية جنوب، وكان يعمل متعاقداً في العراق. وفي لندن أكدت مسؤولة في الخارجية البريطانية نبأ اختفاء تيلي، لكنها لم توضح ماذا كان يفعل ولا ظروف اختفائه. وكانت وسائل الاعلام البريطانية أفادت ان تيلي 37 سنة مقيم في الشرق الاوسط، وكان يعمل في قاعدة جوية اميركية. ونفى قائد اللواء الاسباني في العراق كارلوس هيرادون احتجاز ميليشيا مقتدى الصدر "اي جندي اسباني او هندوراسي او سلفادوري" رهائن. وكان أنصار للصدر في النجف تحدثوا عن احتجاز رهائن اسبان و"ربما اميركي"، لمبادلتهم بمسؤول مكتب الصدر في النجف مصطفى اليعقوبي الذي اعتقله "التحالف" الاسبوع الماضي، ما اطلق شرارة المواجهات الدموية.