استقبلت طهران المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بمبادرة التجاوب مع طلبه تجميد كل عمليات انتاج وتجميع الاجهزة المستخدمة في النشاط النووي، فيما ثارت تكهنات عن ان البرادعي حمل معه الى ايران رسالة اميركية بعد لقائه الرئيس جورج بوش اخيراً. وتحمل الرسالة افكاراً في شأن حل الازمة النووية الايرانية. اعلنت ايران تجميد كل عمليات انتاج وتجميع الاجهزة المستخدمة في النشاط النووي اعتباراً من التاسع من الشهر الجاري، وذلك بحسب ما اكده غلام رضا آغا زاده رئيس الوكاله الايرانية للطاقه الذرية. وجاء هذا الموقف استجابه لدعوة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ايران الى ابداء تعاون اكثر شفافيه في شأن نشاطها النووي. وعلى رغم نفي البرادعي انه يحمل رسالة اميركية الى ايران بعد لقائه الاخير مع الرئيس جورج بوش، فإن معظم المراقبين يرجحون ان يحمل البرادعي افكاراً اميركية تجاه مستقبل التعاطي مع الملف النووي الايراني، خصوصاً وان ايران اعلنت انها تتوقع ان يتم اقفال ملفها النووي امام مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعه في حزيران يونيو المقبل. وظل التجاذب على حاله في شأن عمليات تخصيب اليورانيوم، اذ اصر البرادعي على دعوة ايران الى وقف عمليات التخصيب، فيما ساد غموض في موقف آغا زاده تجاه هذه الدعوه، اذ استخدم كلمة وقف التخصيب ليعود ويصحح موقفه بأنه يقصد تجميد تخصيب اليورانيوم وليس وقفه. ويبدو ان هناك خشية ايرانية من مطالب جديدة قد تسعى الادارة الاميركية الى فرضها. بروتوكول تفتيش جديد وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان هناك سعياً اميركياً لاستصدار برتوكول اضافي جديد يطلق عليه اسم "برتوكول رقم 2" ينص على منع اي دولة لم تمتلك القدرة على امتلاك دورة انتاج الوقود النووي من السعي الى امتلاك هذه القدرة. وتفيد المصادر ان الرئيس الاميركي جورج بوش طرح الأمر مع البرادعي في لقائهما الاخير في واشنطن. وترى اوساط ايرانية ان ابرز المستهدفين في المشروع الاميركي هو ايران ونشاطاتها النووية، علماً ان وزير الخارجيه الايراني كمال خرازي كان استبق اي تطور قد يطرأ في هذا الملف عندما اعلن قبل نحو شهرين عن امتلاك ايران لدورة الوقود النووي واستعدادها لتصدير الوقود النووي الى دول العالم. وكانت ايران اعلنت قبولها التوقيع على البرتوكول الاضافي الذي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة لمنشأتها النووية. ويسعى البرادعي الى الخروج بنتائج محددة تجاه الملف النووي قبل الاجتماع المرتقب هذا الشهر لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما تسعى ايران الى ترحيل الملف الى اجتماع حزيران يونيو المقبل، لتكون امامها فرصة اكبر لرسم موقفها النهائي تجاه كيفية التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علماً ان الوقت يلعب لمصلحة طهران بامتياز ذلك ان الادارة الاميركية التي تواصل ضغوطها على ايران في الملف النووي ستكون حريصة على عدم الوصول الى مواجهة سياسية كبيرة مثل نقل الملف الايراني الى مجلس الامن، نظراً الى انشغال واشنطن في الحملة الانتخابية الرئاسية ونظراً لاستمرار تدهور الاوضاع في العراق بما يعني حاجة واشنطن الى المساهمة الايرانية في عدم تفاقم الوضع الامني بخاصة في ظل المواجهات التي يشهدها العراق بين القوات الاميركية وحلفائها وانصار مقتدى الصدر.