اتخذت القطاعات الصحية في محافظة ينبع، وخصوصاً قرية العيص، شمال غربي السعودية، اجراءات احترازية لمنع انتشار مرض الليشمانياLeishmaniasis الذي اكتشف في نحو 45 مواطناً. وفي حديث الى "الحياة"، توقع عبيد بن مسلم الجهني، مدير القطاع الصحي في العيص، السيطرة على هذا المرض في غضون شهر. وأكد ان المرض لم يتسبب في وفيات. والمعلوم ان مرض الليشمانيا، ويُسمى ايضاً "كالا ازار" Kala Azar مرض معدٍ، تسببه الطفيليات. تختزن بعض الحيوانات، مثل الكلاب والجرذان والفئران، طفيليات الليشمانيا في اجسامها. ينتقل الطفيلي من الحيوان الى الانسان بواسطة نوع خاص من ذباب صغير الحجم، يُشبه البعوض. ينتشر في المناطق المدارية والحارة، ويتوطن في 88 بلداً، منها دول البحر المتوسط والخليج العربي وإفريقيا والهندوجنوب شرقي آسيا وأميركا الجنوبية. تصيب "الليشمانيا" الجلد بتقرحات تشبه فوهات البراكين، قد تضرب الوجه وتشوهه. وفي كل سنة، يُصاب 5،1 مليون شخص في العالم بتقرح الليشمانيا في الجلد. واضافة الى ذلك، قد يتسبب الطفيلي، بعد دخوله الى الدم، في اذيات متعددة للجسم من بينها تضخم الكبد والطحال، مما قد يوقفهما عن العمل. وفي حديث مع "الحياة"، أوضح الدكتور سعيد عبدالرحمن الحارثي، رئيس قسم علم الطفيليات في كلية العلوم الطبية في جامعة أم القرى في مكةالمكرمة، ان الجهات العلمية تعرفت الى طفيليات الليشمانيا التي تسبب الموجة الحالية. وأشار الى عدم توافر معلومات كافية عن اثر المبيدات وبرامج المكافحة والادوية المستخدمة علاجياً، على دورة حياة طفيليات الليشمانيا. ولفت إلى صعوبة تشخيص المرض بالطرق التقليدية، مما يبرز الحاجة الى زراعة الطفيلي مخبرياً. وأشار إلى ان اكتشاف طفيليات الليشمانيا، يعود إلى العالم الإنكليزي وليم ليشمان الذي تعرف إليها في الهند. واكتشف انها ليست نوعاً واحداً، وانها تنقسم الى ثلاثة انواع مختلفة، يسبب كل منها مرضاً خاصاً به. وأفاد بأن "منظمة الصحة العالمية" صنفت المرض على أنه واحد من الأمراض المعدية التي ينبغي دراستها في شكل موسّع من حيث التوزيع الجغرافي وسبل انتشاره وتَوَطُّنه. وأكد ان مرض الليشمانيا موجود في السعودية، مشيراً إلى دراسات ميدانية للدكتور محمد الزهراني للتعرف الى أنواع طفيليات الليشمانيا ونواقلها والحيوانات الخازنة لها، معتقداً أن ليس هناك تفعيل بحثي لهذا الجانب في الوقت الراهن. وأوضح ان آخر ما توصلت إليه الأبحاث المتعلقة بمرض الليشمانيا في السعودية تشير إلى ان الليشمانيا الجلدية تنتشر في المنطقة الشرقية وأجزاء من الوسطى ومنطقة حائل وكذلك في منطقة تبوكوالمدينةالمنورة. وتتواجد انواع اخرى من الليشمانيا في مناطق المدينةالمنورة المحاذية لمنطقة مكةالمكرمة وبعض مناطق جنوب المملكة. وأوضح ان وسائل الوقاية من الليشمانيا تتضمن عدم الترحال الدائم في المناطق التي يكثر فيها تجمع الحيوانات المصابة أو الاقتراب من الأماكن التي تتواجد فيها الجرابيع في الصحراء. وشدد على ضرورة دعم الابحاث الوبائية حول الليشمانيا في المملكة العربية السعودية.