قبل ثلاثة ايام على الاستفتاء داخل "ليكود" على "خطة الفصل"، واجه رئيس الوزراء آرييل شارون تحدياً لخطته من منتسبي الحزب بعدما كشف استطلاعان للرأي ان الغالبية تعارضها. وسارع شارون الى التحذير من الابعاد الخطيرة لرفضها، ملوحاً ب"الانتصار الكبير" للرئيس ياسر عرفات، وتعكير العلاقات مع اميركا، واطاحة "ليكود" من الحكم. وجاء هذا الانقلاب في وقت اعلن البيت الابيض انه يدرس اعطاء الملك عبدالله الثاني "رسالة تطمينات" بهدف تحقيق "نوع من التوازن" مع "رسالة الضمانات" التي منحت لشارون. راجع ص 4 و5 وعلمت "الحياة" ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ينوي توجيه رسالة الى عرفات تتناول مواقف الاممالمتحدة من "خطة الفصل" واستعداد المنظمة الدولية للعب دور مشابه لدورها الذي لعبته عند التفاوض غير المباشر بين الحكومة اللبنانية واسرائيل في شأن الانسحاب من جنوبلبنان قبل اربع سنوات. في غضون ذلك، بدا امس ان السلطة الفلسطينية فتحت ملف "العملاء" الفلسطينيين على مصراعيه، اذ عرضت الشرطة في غزة على الصحافيين أبا وابنه كانت اعتقلتهما واعترفا خلال التحقيق باعطاء معلومات لجهاز الامن الاسرائيلي شاباك ساعدته في المحاولة الاولى الفاشلة لاغتيال قائد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في غزة الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي. وفي واشنطن، قال مسؤول رفيع المستوى في البيت الابيض ل"الحياة" امس ان الرئيس جورج بوش يدرس فكرة اعطاء الملك عبدالله خلال زيارته لواشنطن في السادس من الشهر المقبل، رسالة تطمينات "توازن" الموقف الذي تبناه امام شارون "من دون ان يتناقض ذلك مع التزاماته" تجاه الحكومة الاسرائيلية. وتنتظر واشنطن الاستفتاء الاسرائيلي على "خطة الفصل" قبل اعطاء اي ضمانات للأطراف العربية تفادياً لإحتمال اضعاف فرص شارون في الحصول على دعم لخطته. وتتوقع مصادر ديبلوماسية في واشنطن ان يحصل الملك عبدالله على تطمينات بأن التسوية النهائية يجب ان تخضع للتفاوض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وان تستند الى المرجعيات التي وردت في "خريطة الطريق" بما فيها قرارات مجلس الامن والاممالمتحدة الخاصة بالصراع. وسيطالب العاهل الاردني بأن تعلن واشنطن ان الانسحاب من غزة يجب ان يكون جزءاً من الانسحاب من بقية اراضي الضفة. وكان الملك عبدالله اتفق مع الادارة على تأجيل زيارته التي كانت مقررة الاسبوع الماضي لواشنطن بعدما لاقى طلبه الحصول على رسالة تطمينات معارضة في البيت الابيض. وتقرر تأجيل الزيارة الى ما بعد الاستفتاء على "خطة الفصل". ومن المقرر ان يجتمع في لندن اليوم اعضاء اللجنة الرباعية لوضع التصورات للاجتماع الوزاري الذي ستعقده "الرباعية" في نيويورك الثلثاء المقبل. وكانت الاممالمتحدة طرحت تصورها في تقرير الى مجلس الامن قدمه مبعوث الامين العام الخاص لعملية السلام تيري رود لارسن الجمعة الماضي. ودعم انان التقرير، وقال في مؤتمر صحافي اول من امس ان الاممالمتحدة ستضغط نحو دور للأسرة الدولية كي يكون الانسحاب الاسرائيلي جزءاً من "خريطة الطريق" التي تبنتها "الرباعية" ومجلس الامن. وقال ان هذه الخريطة "تعاني، لكنها ليست ميتة". ونفى ناطق باسم الامين العام ستيفان دوجاريك ان يكون مبعوث الامين العام طلب اجتماعاً مع عرفات، وقال: "منذ تقديم التقرير الى مجلس الامن الجمعة الماضي، لم يطلب اي مسؤول رفيع من مسؤولي الاممالمتحدة، بما في ذلك لارسن لقاء عرفات". واضاف ان لارسن "يعتزم البقاء في منصبه حتى نهاية ولايته اواخر العام الحالي. ومن المقرر منذ زمن ان يتولى رئاسة اكاديمية السلام الدولية بداية كانون الثاني يناير المقبل". وفي سابقة غير معهودة، دان المقرر لشؤون الاسكان لمفوضية الاممالمتحدة لحقوق الانسان ميلون كوثاري الهند دعم بوش خطة شارون وانتقد الامين العام ومجلس الامن على صمتهما على ذلك، معتبراً ان "صدقية" الاممالمتحدة والاطراف الاخرى الثلاث في "الرباعية" تظل "موضع تساؤل" طالما ان "خريطة الطريق" لا تتخذ اساساً لها قرارات مجلس الامن ومسائل حقوق الانسان. وكان كوثاري يعقد مؤتمراً صحافياً في الاممالمتحدة، والى جانبه الناطق باسم الامين العام فرد ايكهارت، عندما قال: "ان اسرائيل لم تمتثل ابداً لقوانين حقوق الانسان"، مشيراً الى معلومات تفيد انها "تسرّع وتصعّد سياسة الاستيلاء على الاراضي"، وان "28 ألف بيت معرّض الآن للتدمير". وقال ان ما بين 13 ألف و16 ألف فلسطيني سيصبحون بلا مأوى "وهذه مشكلة جدية لا تلقى الانتباه الذي يجب ان تلقاه".