في الوقت الذي تبحث الأممالمتحدة مع واشنطن في سبل تحويل الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة "فرصة لاحياء حقيقي وجوهري لعملية السلام" في الشرق الأوسط، عكست تصريحات مصرية واسرائيلية تراجعاً في التوتر بين الجانبين، خصوصاً بعد المحادثات التي أجراها مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان مع الرئيس ياسر عرفات في رام الله أمس، وقبلها مع مسؤولين اسرائيليين. وعشية بدء زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم للقاهرة اليوم، وصفت مصادر سياسية مصرية العلاقات بين الجانبين بأنها في وضع غير سيء، وبأن حدة التوتر بينهما تراجعت بالنسبة الى ما كان عليه الوضع سابقاً. وأوضحت المصادر ان مصر توجهت، نتيجة لعدد من التحولات، في مقدمها فشل الحوار الفلسطيني الذي تبنته القاهرة في التوصل الى هدنة، نحو تحرير العلاقات من أسر المسار الفلسطيني. وكان شالوم الذي التقى ارييل شارون، عشية توجهه الى القاهرة، تحدث عن "تغير دراماتيكي في العالم العربي بعد الحرب على العراق، وان مصر تجسد هذا التغيير". وأعرب عن تفاؤله بنتائج لقائه الرئيس حسني مبارك، منوهاً برفض مصر المشاركة في مداولات محكمة العدل الدولية في شأن شرعية جدار الفصل الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربية. وأوضح ان خطة الانسحاب من غزة ستتصدر محادثاته في القاهرة، موضحاً ان زيارته تستهدف "التوصل الى تفاهمات سياسية واقتصادية". وقال ان مصر معنية بتحقيق انجازات اقتصادية "ونحن مهتمون جداً بالجانب السياسي". في موازاة ذلك، أجرى مدير الاستخبارات المصرية محادثات مع الرئيس الفلسطيني ل"تنسيق المواقف"، خصوصاً في شأن الانسحاب من غزة. وأكدت مصادر ديبلوماسية مصرية ان القاهرة "ستساهم في توفير الأمن على الحدود ومساعدة السلطة الفلسطينية على ضبط الأوضاع في اطار عملية انسحاب حقيقي اسرائيلي من قطاع غزة شرط أن يندرج ذلك في اطار خطة خريطة الطريق". وفي واشنطن، علم ان اللقاء الذي عقدته أمس مستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي، كوندوليزا رايس ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن، ركز على سبل الاستفادة من اقتراحات شارون في شأن الانسحاب من غزة، ليكون الانسحاب "بداية وليس نهاية"، و"يتواءم مع رؤية الرئيس جورج بوش لقيام دولتين، اسرائيل وفلسطين". وأفادت مصادر مطلعة ان رايس ورود لارسن بحثا في أفكار الأخير في شأن المسارين السوري واللبناني، وأن الأجواء كانت "ايجابية"، إذ ان رايس لم تستبعد ضرورة توسيع العملية، ولم تقل ان الوقت غير ملائم للتطرق الى المسارين السوري واللبناني في الصراع مع اسرائيل. لكن المحادثات ركزت على موضوع غزة، وسبل تحويل الانسحاب الاسرائيلي من القطاع "فرصة لاحياء حقيقي وجوهري لعملية السلام". وأعلن الناطق باسم الأمين العام، فرد اكهارت، ان رايس ورود لارسن "بحثا في الوسائل التي يمكن الأسرة الدولية عبرها تقديم المساعدة الى الطرفين"، الاسرائيلي والفلسطيني لتنفيذ اقتراحات شارون. وزاد انهما بحثا ايضاً في المسارين السوري واللبناني من عملية السلام. وأضاف ان اجتماع اللجنة "الرباعية" التي تضم الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، والذي كان مقرراً عقده مساء أمس في واشنطن، "سيبحث في التطورات الأخيرة، بما في ذلك اقتراحات الانسحاب من غزة". وزاد ان "الرباعية" تنوي "الدفع بعملية السلام الى أمام"، وأن رود لارسن سيتوجه اليوم الى لندن لاجراء محادثات مع وزير الخارجية جاك سترو، تنفيذاً لتعليمات من الأمين العام كوفي انان. الى ذلك، قال انان، في تصريحاته الى الصحافة أمس، ان "لا خطة في هذه اللحظة" لقيام الأممالمتحدة بدور الوسيط بين سورية واسرائيل، "ولكن هناك محادثات، وقد وزعت أوراق عمل في شأن ما يمكن القيام به على المسار السوري عندما يحين الوقت". وأضاف ان ورقة العمل تسربت الى الصحافة "لكننا لم نتقدم بخطة رسمية" في شأن أفكار تفعيل المسار السوري واللبناني. ونفى الناطق باسم الأمين انباء عزم الأممالمتحدة على التقدم بخطة الى القمة العربية في تونس والتي سيحضرها انان.