حذرت السلطات الاسبانية لندن من وجود خلية اسلامية مماثلة لخلية مدريد في بريطانيا، فيما اتخذت السلطات في مصر والمغرب اجراءات استثنائية لحماية مقار البعثات والمراكز الثقافية الاسبانية في البلدين، في ظل تحذيرات من احتمال تعرضها لهجمات. وافادت تقارير في مدريد امس، انها ابلغت لندن بوجود خلية ل"الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة" في بريطانيا تعتبر الاكبر في اوروبا، على رغم وجود خلايا في بلدان أخرى مثل المانيا. وتؤكد مصادر امنية اسبانية وجود اكثر من 300 مؤيد للجماعة المغربية على ارض اسبانيا، اعتقل حوالى 20 منهم حتى الآن. كذلك افادت التقارير ان المحققين الاسبان مقتنعون ان اوامر الاعتداءات على قطارات مدريد جاءت من افغانستان مباشرة. وتزامنت تلك المعلومات مع عثور الحرس المدني الاسباني على حقيبة وضعت على سكة القطار السريع الذي يربط مدريد باشبيلية قرب مدينة طليطلة فتسببت بتوقفه. وعثر في الحقيبة على ديناميت من النوع نفسه المستخدم في اعتداءات 11 آذار، اضافة الى صاعق وسلك طوله متر ونصف المتر. وجاء ذلك غداة اكتشاف ثلاثة ظروف ملغومة مرسلة الى ثلاث وسائل اعلام في مدريد: صحيفة "لاراثون" المقربة من الحكم والكنيسة واذاعة "كوبي" المقربة من الكنيسة، وتلفزيون "انتينا تريس". واكتشفت الطرود في مركز البريد وتم تفجيرها من قبل الشرطة. ومن جهة اخرى، اعتقلت السلطات الفرنسية، غداة اصدار المحكمة العليا لبلاد الباسك حكمها بسجن النائب ارنالدو اوتيغي بسبب دعمه لارهاب "ايتا"، زعيم الجهاز اللوجستي للمنظمة الارهابية فيليكس ايغناثيو اسبارثا. وما زالت العملية الامنية مفتوحة امام اعتقالات اخرى. التحقيقات في 11 آذار وبعد نشر صور ستة من المتهمين في اعتداءات مدريد، استمرت السلطات الامنية والقضائية في حملتها المتشددة ضد كل من تعتقد انه كان على علاقة بالذين حددت هويتهم ك"مسؤولين رئيسيين" عن هذه العمليات الاجرامية. واطلقت السلطات للمرة الثانية خلال يومين سراح المغربي فؤاد المرابط الذي درس هندسة الطيران في مدريد. ويبدو انها لم تجد اية ادلة ضده، على رغم انها عثرت على بصماته في المنزل الكوخ الذي يبدو انه استخدم لعملية تحضير الحقائب الملغمة. وعلى رغم انه كان يسكن في نفس المنزل مع السوريين علم الله دباس اعتقل واطلق سراحه وباسل غليون مسجون ومتهم بمساهمته شخصياً في قتل 190 شخصاً ومحاولة قتل 1430 آخرين وقيامه بأربع عمليات تخريب. وحصل الشيء نفسه مع السوري وليد التراقجي ومواطنه محمد بدر الدين العقاد. ورافق القاضي خوان ديل اولمو ستة شهود وضعوا قيد الحماية، من بينهم ثلاثة من الجرحى، الى سجن سوتو ديل ريال فتعرفوا على ثلاثة من المعتقلين من بينهم المغربي جمال زوغام والسوري باسل غليون. ويشير القاضي ديل اولمو في محاضره الى ان جمال احميدان الصيني المولود في تطوان عام 1970، شارك الى جانب الشقيقين التونسيين محمد ورشيد اولاد عكاشة جميعهم متوارون عن الانظار في عملية الحصول على المتفجرات وتحضيرها. كما انه سهل عملية استئجار الارض بجواز سفر بلجيكي مزور حيث تم بناء منزل اشبه بكوخ من دون ترخيص على مسافة 34 كلم من مدريد حيث عبئت الحقائب بالمتفجرات. شقيقا جمال احميدان، سعيد ومصطفى اطلق سراحهما بعد الادلاء باقوالهما في الوقت الذي استبقى ابن عمهم حميد في السجن بتهمة الاضرار بالصحة العامة مخدرات. وبالنسبة للاشقاء اولاد عكاشة، فإن نعيمة اودعت سجن النساء ورُفعت المسؤولية في هذه القضية عن شقيقها خالد لكنه لم يخرج من السجن حيث يقضي عقوبة منذ عام 2001. وبالنسبة للمغربي سعيد براج الذي يقول القاضي انه يرتبط بعلاقة مع تنظيم "القاعدة"، فهو متوارٍ عن الانظار منذ يوم الاعتداءات. وغادر بيته ومركز عمله في الثامن من آذار مارس الماضي ليبلغ رفاقه في الثاني عشر منه غداة الاعتداءات انه سيغادر الى المغرب لحضور مأتم شقيقته في الوقت الذي اكدت السلطات المغربية انه ليس لديه شقيقات. بالنسبة الى سرحان بن عبدالمجيد فخيت التونسي فهو يقيم في مدريد منذ 1996 وكان يعمل في شركة لبيع العقارات بالقرب من جامع مدريد الرئيسي. وتشدد منتصف العام الماضي ضد الدول التي شاركت في الحرب على العراق وبدأ بالتبشير والدعوة الى الجهاد في المساجد والمراكز الدينية.