سلمت الولاياتالمتحدة الى اليمن أخيراً مواطناً يمنياً كان معتقلاً في قاعدة غوانتانامو. وتلقت صنعاء وعوداً اميركية بتسليم معتقلين آخرين من ال 106 يمنيين الموجودين في غوانتانامو. وبدأت الحكومة اليمنية تحركاً ديبلوماسياً للافراج عن رجل الاعمال اليمني عبدالسلام الحيله الذي اختفى في مصر في ايلول سبتمبر عام 2002 وتبين أخيراً انه معتقل في سجن أميركي في العاصمة الأفغانية كابول. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن الخارجية اليمنية خاطبت الجانب الاميركي رسمياً بشأن تسليم الحيله. وأضافت أن رسالة بعثتها الحكومة الى الصليب الاحمر الدولي طالبت بالكشف عن حقيقة مصير الحيله ووضعه في سجنه في كابول، كذلك مصير التاجر اليمني أمين العولقي الذي كان الحيله أفاد بأنه موجود الى جانبه في زنزانة انفرادية ونقلته القوات الاميركية من تايلند الى افغانستان، اضافة الى 7 معتقلين من "الأفغان العرب" لم يحدد الحيله هويتهم في الرسالة التي وصلت منه الى السفير اليمني في باكستان في كانون الاول يناير الماضي. وكانت "الحياة" أول من كشف مضمون الرسالة واكدت انه معتقل في افغانستان منذ 16 شهراً. وجاء في رسالة الحيله انه لم يعلم انه في افغانستان إلا بعد 4 شهور على رحيله من مصر بتعاون بين المخابرات المصرية والاميركية، وان الاميركيين توقفوا عن التحقيق معه منذ عام تقريباً. وأكد أن "الأميركان يعلمون علم اليقين ان ليست لي علاقة بأي تنظيمات ارهابية لا من قريب ولا من بعي،د وكانوا يريدون مني معلومات ولما لم يجدوا عندي ما يريدون أهملوني في سجون الافغان منذ آخر تحقيق أجروه معي قبل ما يزيد عن سنة كاملة، ولا يستطيع الاميركان سجني في اميركا لأنهم يعلمون بأني لست مجرماً وأن سجني مخالف لقوانين بلادهم وكل قوانين الدنيا السماوية وغير السماوية". وطالب الحيله في رسالته الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالتدخل لدى المصريين والاميركيين "لكي يعيدوني الى بلادي"، منوهاً بأن الرئيس صالح يعرفه شخصياً وأنه رجل أعمال له سمعته وقدم الكثير لوطنه. وقال: "تم القبض علي في جمهورية مصر العربية وأنا في زيارة عمل لمدة أيام قليلة، فتآمرت علي المخابرات المصرية وحبكوا مسرحية يهددوني بها ويبررون جرمهم بخطفي من مصر وايداعي في سجون الأفغان". وفي هذا السياق لمحت مصادر حكومية ل"الحياة" الى اتصالات ستتم مع السلطات المصرية بشأن ما ذكره الحيله في رسالته. وتسعى الحكومة اليمنية الى التأكد من وجود الحيله في كابول علماً بأن اليمن وافغانستان لا يرتبطان بعلاقة ديبلوماسية. الى ذلك، أشارت المصادر ذاتها الى أن الحكومة اليمنية تسلمت بالفعل مواطناً يمنياً كان في معتقل غوانتانامو، وان السلطات المختصة تجري تحقيقاتها معه تمهيداً للافراج عنه بصورة نهائية، ورفضت المصادر كشف عن اسم هذا الشخص وقالت بأن كل شيء سيعلن رسمياً في الوقت المناسب. وأضافت أن صنعاء تلقت أخيراً تأكيدات بأن واشنطن ستسلمها دفعة من المعتقلين اليمنيين مشترطة ان تتعهد السلطات اليمنية اتخاذ كل التدابير الأمنية الاحتياطية حول هؤلاء الاشخاص بعد عودتهم الى اليمن بما في ذلك منعهم من السفر لفترة يتفق عليها الجانبان.