تلقت السفارة اليمنية في العاصمة الباكستانيةاسلام اباد، قبل يومين، رسالة من مواطن يمني يقبع في أحد السجون الأفغانية. وتفاجأت سلطات السفارة بأن الشخص الذي بعث بالرسالة يدعى عبدالسلام الحيلة، وهو أكد فيها بأنه معتقل في كابول منذ 16 شهراً. وتعود "المفاجأة" الى كون هذا الشخص رجل أعمال يمنياً اختفى بصورة مفاجئة في مصر اثناء زيارته لها بدعوة تلقاها من شركة "المقاولين العرب" التي كان شريكاً لأعمالها في مجال المقاولات في اليمن. وكان آخر اتصال هاتفي أجراه الحيلة مع أسرته في 26 أيلول سبتمبر عام 2002، وكلفت الحكومة اليمنية في تشرين الأول اكتوبر من العام وزير الخارجية باجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة المصرية لمعرفة مصير الرجل المفقود، خصوصاً أن أسرته اعتبرت أجهزة المخابرات المصرية مسؤولة عن اختفائه وأنها استدرجته الى مصر لعلاقته بعملية ترحيل عشرات من الاسلاميين المصريين المتشددين ضمن دفعات من "الأفغان العرب" من اليمن الى دول أخرى، وذلك بالاتفاق مع الحكومة اليمنية التي اتخذت قرار ترحيلهم. وقيل أيضاً ان الأجهزة المصرية استدرجته لمصلحة أجهزة مكافحة الارهاب الأميركية التي كان الحيلة على قوائم المطلوبين لديها. وإذا ما تأكد ان رسالة السجين اليمني في كابول جاءت فعلاً من عبدالسلام الحيلة فإن لغز اختفائه بدأ يتكشف. وقالت مصادر "الحياة" ان صنعاء ستبدأ تحركاً ديبلوماسياً واستخباراتياً للحصول على معلومات دقيقة عن مكان اعتقال المواطن اليمني الذي كانت القاهرة نفت بشكل قاطع وجوده في مصر أو رهن الاحتجاز لدى الاستخبارات المصرية، بل انها أكدت للجانب اليمني أن الحيلة غادر على متن طائرة خاصة الى اذربيجان في 26 أيلول سبتمبر عام 2002 وبعدها انقطعت أخباره بشكل أثار جدلاً إعلامياً وشعبياً واسعاً في اليمن. وفي هذا السياق أشارت المصادر نفسها الى ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تلقى تأكيدات أثناء زيارته الاخيرة للقاهرة قبل بضعة اسابيع بأن الحيلة غير موجود في مصر وأنه غادرها بصورة طبيعية الى وجهة أخرى مما زاد قصته غموضاً، خصوصاً أن الأجهزة اليمنية تلقت معلومات بأن الحيلة كان مراقباً من قبل "الاستخبارات الايطالية" التي رصدت له مكالمات هاتفية مع عناصر اسلامية متشددة خلال زيارة له الى روما في وقت سابق لاختفائه في مصر. ويعتقد اقارب الحيلة، كما قال شقيقه عبدالوهاب ل"الحياة" امس، أن عبدالسلام ربما لا يزال في مصر، مؤكداً ان الاستخبارات المصرية استدرجت شقيقه عبدالسلام بالفعل ثم اعتقلته او كان ضحية صفقة "استخباراتية" بين القاهرة وواشنطن. وأضاف أن أسرته تلقت معلومات متضاربة تفيد بأنه اعتقل في باكستان ثم في اذربيجان وأخيراً في الولاياتالمتحدة. وتؤكد أجهزة الأمن اليمنية أن عبدالسلام الحيلة ليس متورطاً في عمليات ارهابية او مطلوباً لديها للاشتباه بقيامه بدور من هذا القبيل غير انها لا تنفي تعاونه معها في ترحيل مجموعة من الرعايا الاجانب والعرب بينهم بقايا من "الافغان العرب" دخلوا الاراضي اليمنية في مطلع التسعينات بصورة غير قانونية.