تمكنت الحكومة اليمنية من إعادة عدد من النساء والأطفال الى اليمن من باكستان بعد مقتل الأزواج والآباء في أفغانستان. وأعلن في صنعاء ان الرئيس علي عبدالله صالح، الذي كان أصدر توجيهاته بإعادة عدد من النساء والأطفال من باكستان الى اليمن على متن طائرة خاصة، أصدر توجيهاته بإعادة امرأة يمنية تدعى أخلاق عبدالملك الشفدري من مواليد عام 1975م في محافظة إب التي تقطعت بها السبل بعد مقتل زوجها الكويتي في احدى الهجمات الصاروخية على موقع كان متحصناً فيه مع مجموعة من رفاقه. وكانت اخلاق غادرت الى باكستان مع زوجها بعد شهرين من زواجهما وأقامت معه لمدة خمسة أشهر في كابول ثم غادر الى مدينة جلال أباد حيث قتل هناك... وعلى رغم ان الحكومة اليمنية تعتقد بوجود نحو 500 مواطن يمني في أفغانستان معظمهم ينتمون الى تنظيم "القاعدة" والبقية تقيم في مدن أفغانية لأسباب ودوافع مختلفة. ويرفض أهالي اليمنيين الموجودين في أفغانستان وأقاربهم الادلاء بأي تصريحات أو معلومات للصحافيين عن أبنائهم خشية تعرضهم لأي ملاحقات أو استجواب من قبل الأجهزة الأمنية اليمنية أو استغلالها من قبل الدوائر الاميركية لملاحقتهم وقتلهم أو ادراجهم في قوائم الارهاب ويتحمل الأهالي عواقب ذلك خصوصاً أن مصير أبنائهم لا يزال مجهولاً، وهناك اعتقاد بأن معظم اليمنيين الذين كانوا في أفغانستان لقوا حتفهم برصاص عناصر التحالف الشمالي الأفغاني أو قضوا تحت نيران القصف الاميركي على مواقع تنظيم "القاعدة" والمدن الأفغانية... وتواجه السلطات اليمنية المعنية صعوبات في الحصول على معلومات تدل الى هوية جميع اليمنيين في أفغانستان وظروف وجودهم هناك وعلاقتهم ب"القاعدة" حيث تصطدم بالتزام اقاربهم وأسرهم في اليمن الصمت المطبق. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" ان السلطات اليمنية تعتمد على معلوماتها الأمنية الاستخباراتية وبيانات مصلحة الهجرة والجوازات إضافة الى مصادرها الأخرى في جمع المعلومات عن عدد اليمنيين في أفغانستان وبياناتهم الأسرية والمناطق التي ينتمون اليها. وقالت هذه المصادر ان معظم "الأفغان اليمنيين" يتحدرون من محافظات أبين وشبوة ومأرب ولحج وصعدة وصنعاء وإب والحديدة وعدن وعمران، وأن عدداً من "الأفغان اليمنيين" اختاروا البقاء في أفغانستان للاستقرار المعيشي هناك بعد خروج القوات السوفياتية منها وأصبحوا يعملون في مختلف الحرف والمهن الحرة وممارسة التجارة المحدودة وأن معظمهم غادروا اليمن الى أفغانستان عبر باكستان في السنوات الأخيرة وخصوصاً بعد سيطرة "طالبان" على الحكم وعودة اسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" الى أفغانستان. وتؤكد مصادر حكومية يمنية أن توجهات عليا صدرت عن الرئيس علي عبدالله صالح الى الجهات المعنية تفضي بمتابعة ما إذا كان هناك مواطنون يمنيون رهن الاعتقال في أفغانستان أو في أي مكان آخر على خلفية أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر الماضي في الولاياتالمتحدة الاميركية والذين تم اعتقالهم خلال الحرب داخل الأراضي الأفغانية بهدف معالجة قضاياهم والعمل على اعادتهم الى اليمن. وقالت هذه المصادر أن عملية بحث واتصالات مستمرة تجريها حالياً الحكومة اليمنية مع الحكومة الباكستانية وأطراف أخرى لم تسمها تهدف الى الافراج عن اليمنيين المعتقلين، لافتة الى أن ذلك يتم على أساس عودة هؤلاء اليمنيين الى اليمن حيث سيتم التحقيق معهم وتقديمهم للقضاء اليمني لمحاكمتهم في حال ثبت تورطهم في أعمال ارهابية. وفي هذا السياق قامت السلطات اليمنية باعتقال المئات من المواطنين اليمنيين الذين ثبت بأنهم غادروا اليمن خلال السنوات الأخيرة الى أفغانستان للاشتباه في علاقتهم بأسامة بن لادن ودخولهم معسكرات لتنظيم "القاعدة" هناك ولا يزال نحو 400 شخص رهن الاعتقال والتحقيق يتهم نحو 25 يعتقد بأن لهم علاقة بتنظيم "القاعدة".