وقعت الحكومة السودانية وحركتا التمرد في دارفور في انجامينا أمس على اتفاق يقضي بمشاركة الحركتين في مؤتمر لإقرار السلام والتنمية يعقد داخل البلاد. وتم التوقيع في حضور الرئيس التشادي ادريس ديبي وممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي. ووقع عن الحكومة وزير الاستثمار الشريف أحمد عمر بدر وعن "حركة تحرير السودان" آدم علي تسوقار وعن "حركة العدالة والمساواة" أبو بكر حامد. وبموجب الاتفاق تشكل لجنة تضم ثلاثة ممثلين للأطراف الثلاثة وممثلين للاتحادين الأوروبي والافريقي والوسيط التشادي للإعداد للمؤتمر. وقال وزير الدولة للشؤون الإنسانية السوداني محمد يوسف عبدالله في اتصال هاتفي مع "الحياة" من انجامينا مساء أمس، ان الاتفاق شمل ستة بنود تتصل بتنفيذ وقف النار وتوصيل المساعدات الإنسانية وضمان عودة اللاجئين والنازحين وتحديد موعد عقد المؤتمر، والضمانات المطلوبة لممثلي المتمردين ومعالجة القضايا الأمنية. وقرر الاتحاد الافريقي نشر مراقبين في دارفور من نيجيريا وغانا والسنغال وموزامبيق وتشاد لمراقبة تنفيذ اتفاق الهدنة بين الحكومة ومتمردي دارفور. وتعهدت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي بتوفير التمويل اللازم لآلية المراقبة. وأقر الاتحاد الافريقي أمس ارسال بعثة استطلاعية من الاتحاد وخبراء أميركيين إلى دارفور لتحديد مواقع نشر المراقبين واحتياجاتهم الفنية والإدارية. على صعيد آخر، شاركت فصائل المعارضة السودانية المسلحة في لقاء يعتبر الاول من نوعه في شرق السودان، تميز بمشاركة أعضاء في المفاوضات مع الحكومة السودانية من "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الناشطة في جنوب البلاد و"حركة تحرير السودان" الناشطة في غربها. ونظم اللقاء تنظيم "مؤتمر البجا" في الذكرى العاشرة لانطلاق العمل المسلح المعارض في شرق السودان. وشدد متحدثون من المعارضة خلال الاحتفال على استعدادهم للسلام من دون اسقاط خيار الحرب. ودعوا الى جبهة عريضة للقوى المهمشة في البلاد. وقال الناطق باسم الحركة ياسر عرمان "خيارنا الاول والمفضل هو التوصل الى إتفاق سلام في اسرع وقت. لكن اذا اصبح شراء الوقت استراتيجية للنظام فإن عواقب وخيمة ستترتب على ذلك". وفي تطور آخر، عاد النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه أمس الى مقر المحادثات مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في كينيا بعد اسبوع أمضاه في الخرطوم. وأكد طه ان التوصل الى اتفاق بين الجانبين "لن يتجاوز خمسة أسابيع". وعلم ان وزير الخارجية الكيني كالونزو مشيوكا الذي ترعى بلاده المحادثات استعجل عودة طه خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوداني الدكتور مصطفى عثمان قبل يومين، بعد تلقيه اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي كولن باول طلب خلاله من الوسطاء تسريع عملية السلام. محاكمة الترابي على صعيد آخر، تتوقع السلطات اكتمال التحقيق مع زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي ومجموعة من قادة حزبه غداً تمهيداً لتقديمهم الى محاكمة بتهم تتصل ب"المحاولة الانقلابية والتخريبية" التي كشفت عنها الحكومة أخيراً. وطالب محامو حزب المؤتمر الشعبي أخيراً السلطات بتحويل الترابي ومساعديه من قبضة جهاز الأمن إلى سجن النيابة بعد رفض نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة طلباً للسماح لهم بمقابلته بحجة أنه لا يزال في معتقلات جهاز الأمن.