تعرض لجنة التحقيق الأميركية في هجمات 11 أيلول سبتمبر، لتفاصيل إخفاق محتمل لنظام الدفاع الجوي الأميركي في تقليص حجم الأضرار الناجمة عن الهجمات، مستندة في ذلك إلى تأكيد خبراء أمنيين أن الطائرات المقاتلة كان يمكن أن تتصدى على الأقل للرحلة الرقم 77 التي اصطدمت بمبنى البنتاغون في واشنطن. وفي بريطانيا، أطلق جهاز الاستخبارات الداخلية أم آي 5 حملة جديدة تستهدف إشراك المواطنين في مكافحة الإرهاب وتشجيعهم على تزويدها معلومات عن نشاطات مشبوهة، من خلال موقع خاص على الانترنت أو خط هاتف ساخن مرتبط مباشرة بضباط الاستخبارات. توقعت مصادر إعلامية أن توجه لجنة التحقيق الأميركية في هجمات 11 أيلول 2001 في جلساتها التالية قبل إصدار تقريرها النهائي، سلسلة انتقادات إلى وزارة الدفاع في شأن فشل نظام الدفاع الجوي في الحيلولة دون الهجمات. وكان الأعضاء العشرة في لجنة التحقيق اطلعوا أخيراً على آراء لخبراء في الدفاع الجوي ألمحوا فيها إلى أن التدخل السريع للطائرات المقاتلة عقب الهجوم على البرج الأول لمركز التجارة العالمي، كان سيمنع بالتأكيد وصول طائرة الرحلة رقم 77 إلى مقر البنتاغون، كون الفترة الزمنية التي فصلت بين الهجومين بلغت 50 دقيقة. وفي بريطانيا، تستعد الاستخبارات الداخلية لحملة في أنحاء البلاد، من أجل تشجيع المواطنين على الإدلاء بمعلومات حول نشاط "العناصر الإسلامية" المتهمة بالإرهاب. وأشارت صحيفة "ذي صنداي تايمز" البريطانية إلى أن وزارة الداخلية المسؤولة عن جهاز الاستخبارات الذي تترأسه إليزا مانينغهام بولر سيعلن قريباً عن تفاصيل موقع على شبكة الأنترنت يسمح للمواطنين ببعث رسائل إلكترونية إلى الجهاز للتحذير من أي نشاط مشبوه. كما يتضمن المشروع خطاً هاتفياً ساخناً يربط المواطنين مباشرة بضباط الاستخبارات. وكانت العناصر الامنية استولت أخيراً في أحد المخازن في غرب لندن على 600 رطل من سماد احتوى مادة نترات الأمونيوم، والتي تشكل مادة رئيسة في صنع القنابل، ما أكد وجوب إحداث تغيرات في الأساليب التي تعتمدها لمكافحة الإرهاب. وحذّر قائد شرطة لندن السير جون ستيفنر من أن "القاعدة" تخطط لشن هجمات على أهداف عامة مثل الملاهي والمقاهي، في حين زاد القلق عقب اعتداءات مدريد في 11 آذار مارس الماضي، من احتمال استهداف محطات السكة الحديد. ونسبت "ذي صنداي تايمز" إلى مسؤولين أمنيين قولهم إن خليتين إرهابيتين على الأقل تعملان في بريطانيا استناداً إلى أوامر صادرة من "القاعدة" في باكستان. وهم اعترفوا بأن عناصر متطرفة أخرى غير محددة يمكن أن تنفذ هجمات بمفردها بعد الاطلاع على المنشورات الدعائية للتنظيم على شبكة الانترنت. بطاقات هوية لا تستهدف المسلمين وفي السياق ذاته، أطلقت لندن بمشاركة 10 آلاف متطوع برنامجاً تجريبياً يمتد 12 أسبوعاً لبطاقات الهوية، يهدف إلى تعزيز وسائل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وتحتوي البطاقات على تفاصيل بيولوجية مثل بصمات الأصابع وأبعاد الوجه وفحص العين وأخرى شخصية أساسية. واللافت أن آلاف المسلمات سيعفين من وضع صورهن على بطاقات الهوية الشخصية، في محاولة لدرء مخاوف استهداف المسلمين في الحرب على الإرهاب. خلاف مع الاستخبارات الفرنسية على صعيد آخر، أشارت صحيفة "ديلي تلغراف" الصادرة في لندن إلى أن الاستخبارات البريطانية أبدت استياءها من رفض نظيرتها الفرنسية مساندة جهود ملاحقتها المشتبه بهم في اعتداءات مدريد، "ما شكل الخلاف الأكبر في تاريخ التعاون بين الجانبين". وترى الاستخبارات البريطانية أن هذا الخلاف يعوق محاولات الربط بين المشتبه بهم المغاربة المتورطين في الاعتداءات، والإسلاميين المتشددين في بريطانيا. وفي أستراليا، أكد المدعي العام فيليب ردوك احتمال المطالبة بمثول الفرنسي ويلي بريجيت المتهم بالتخطيط لاعتداءات في أستراليا والتي طرد منها في تشرين الأول أكتوبر الماضي للشهادة في قضية تشمل متهمين بإقامة علاقات مع منظمة "عسكر الطيبة" الباكستانية المحظورة هما: فهيم خالد لودهي وأزهار الحق، لكنه شكك في أن يتعرض بريجيت لملاحقات قضائية في أستراليا. وأشار إلى إمكان القيام باعتقالات أخرى فيما كشفت معلومات صحافية مراقبة ثلاثة رجال آخرين حالياً. كويتيو غوانتانامو يبحث وفد كويتي مؤلف من مسؤول في وزارة الخارجية والمدعي العام ووزير العدل ووالد أحد المعتقلين مع مسؤولي الإدارة الاميركية، احتمال الإفراج عن 12 مواطناً أسيراً في قاعدة غوانتانامو التي اقتيد إليها عام 2002 سجناء من أفغانستان. ويخوض الوفد مفاوضات انطلاقاً من أجواء إيجابية تفرضها العلاقات الطيبة بين الدولتين.