تمكن فريق من مصممي ألعاب الفيديو من تطوير مفهوم جديد في العالم الافتراضي قد يتسبب في ثورة في مجال تدوين التاريخ! فبفضل التقنية الجديدة ربما تمكن طلاب المستقبل وباحثوه من "عيش" التاريخ وليس مجرد قراءته. أطلق على هذا المفهوم الجديد اسم "ألعاب الواقع" أو Reality Games أسوة ب"تلفزيون الواقع" الذي يسمح لك بأن تشاهد الأحداث كما جرت، كما يُُزعَم، على رغم ضيق افق هذا الادعاء. تحمل "العاب الواقع" توقيع فريق مهندسي برامج الترفيه في عالم الكومبيوتر، الذين يعملون في شركة "كوما" Kuma ومقرها مدينة نيويورك الأميركية. والحال ان "ألعاب الواقع" هي ألعاب فيديو مصممة بتقنيات "غرافيكس" للصور والبيانات، وقد طُوِّرت ل"تحاكي" الحقيقة على نحو افتراضي. وتستند في السيناريو على الأحداث كما ينقلها الصحافيون وتصورها عدسات كاميرات التلفزيون وصور الأقمار الصناعية. وتتحول الاحداث الى ملفات رقمية يمكن للكومبيوتر ان يتلاعب في مجرياتها كلها، إذ تصبح العاباً تفاعلية. وهكذا، يُزود اللاعب بالمعلومات وبالتعليقات الصحافية، ويجرى ترتيب تسلسل الأحداث لتوازي التقارير الصحافية عن تلك الوقائع. وشَكَّلَت الحَربان اللتان شنتهما الولاياتالمتحدة أخيراً في أفغانستان والعراق "منصة" لإطلاق هذا المفهوم الجديد. فمع دخولك إلى الموقع الإلكتروني www.kumawar.com واشتراكك فيه، تتمكن من تحميل مختلف مراحل هذه الحرب، وانتحال شخصية جندي أميركي مقاتل. في إمكانك أن تعود بالزمن مثلاً إلى يوم الثلثاء الثاني والعشرين من تموز يوليو وتشترك مع الفرقة 101 المجوقلة أو القوات الخاصة في "مهمة خاصة" تبدأ بالهجوم على منزل في شمال شرق الموصل وتنتهي بقتل عدي وقصي، نجلي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وتتضمن لائحة المهمات أيضاً عملية ال"أناكوندا". وبتحميلها تنتقل إلى جبال شاهيكوت قرب غارديز الأفغانية لتشتبك مع 200 إلى 400 من الطالبانيين وفلول تنظيم القاعدة. ستفاجئ بأن "العدو" لا ينتظرك حيث توقعت، وأن عديده فاق التقديرات، لذلك يتوجب عليك أن تقاتل حتى النهاية لمعرفة كيف انتهت هذه المعركة في حال لم تكن تتابع الأخبار في ذلك الوقت. وإلى جانب الواقع تعطيك "كوما" خيار التلاعب في كثير من "مجريات" الاحداث، مثل أن تلقي القبض على عدي وقصي بدلاً من قتلهما. وتجدر الإشارة إلى أن الأحداث في ألعاب "كوما" تروي بناء على وجهة نظر منحازة إلى الأميركيين. ويذهب جزء من ريع الاشتراكات إلى عائلات المجندين الأميركيين الذي سقطوا في الحرب من خلال هيئةIntrepid Fallen Heroes Fund . وقد حاولت "الحياة" الإتصال بالمسؤولين في "كوما" من خلال عنوانهم المذكور في الموقع الإلكتروني، للحصول على مزيد من المعلومات عن مفهوم "ألعاب الواقع". ولم نتلق رداً مناسباً من المسؤولين المعنيين. لا شك في أن هذه النقلة النوعية التي لا تزال في مراحلها الأولية خطوة كبيرة على أكثر من طريق، فهي من جهة تطور مدى مصداقية ألعاب الفيديو، ومن جهة ثانية تعد بداية قفزة عملاقة في مجال العلاقة مع مجريات التاريخ.