سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأميرة سارة الفيصل مثال يحتذى به في مسيرة المرأة السعودية الواعية . المرأة نصف المجتمع ولا نهوض للمجتمع من دون مشاركة جميع عناصره وإنجازات المرأة السعودية غائبة إعلامياً وواجب الإعلام التوعية وإبراز الحقائق
تمثل الأميرة سارة الفيصل المرأة السعودية العربية المسلمة في كل ابعاد شخصيتها وإنسانيتها وعنفوانها. هي سيدة تشعر منذ اللحظة الأولى لاقترابك منها بأنها تجسد كل المعاني والخصائص التي تتميز بها المرأة الواعية المدركة، عميقة الجذور، واسعة الأفق، شديدة الإيمان، كبيرة الاهتمام بمحيطها وبيئتها، راغبة دائماً في أن تتابع ما تجود به حضارة العصر من ثقافة وعلم واكتشافات وتطور، من دون ان تنسى او تهمل حقائق وأحكام التراث الذي تنتمي اليه بكل ما في هذا التراث والتاريخ من مبادئ وأصول. وتشعرك الأميرة سارة الفيصل كلما ازددت اقتراباً منها بأن عليك أن تظل محافظاً على رغبتك في اكتشاف ما تختزنه من علم وثقافة وإدراك. وقد راقبتها عندما حظيت بلقائها مرات عدة في المملكة العربية السعودية علني أتمكن من الغوص أكثر فأكثر في عالمها وعقلها وتفكيرها، وكنت في كل مرة أخرج من هذه المتابعة وأنا أملك صورة أكثر وضوحاً عن هذا العالم، وإحساساً أكثر عمقاً بأهمية ان تتوافر لي الفرصة لكي أصل الى أجواء فئة من النساء مثلها لكي أكتسب منهن ما اكتسبته منها على جميع الصعد الفكرية والإنسانية والعلمية، وخصوصاً صعيد كيفية التعامل مع متغيرات العصر وعلومه وأخذ المفيد منه، ونبذ المسيء الذي يشوه مبادئنا وتراثنا. الأميرة سارة الفيصل سيدة لها دور فاعل ومميز في مسيرة البناء والتنمية في المملكة العربية السعودية، فهي على سبيل المثال لا الحصر أسست وتقود جمعية النهضة النسائية الخيرية التي تقدم عطاءاتها وخدماتها القيمة للإنسان السعودي منذ أكثر من اربعين عاماً. وأهمية الدور الفاعل لهذه الجمعية أنها تعتبر الجمعية الأم التي تتفرع منها جمعيات كثيرة تعمل كلها في خدمة المملكة والمرأة السعودية ليكون عائد عملها ما يمكن تلخيصه بكلمة واحدة وهي النهضة بناء وعطاء وتطوراً. وقد بدأت حديثي مع الأميرة سارة الفيصل بالسؤال التالي: تجاوز تاريخ إنشاء جمعية النهضة النسائية الخيرية اكثر من أربعين عاماً، وبما أن هذه الجمعية تقدم خدمات جليلة كان لها اكبر الأثر في حياة المرأة والأسرة السعودية في إمارة الرياض، فهل هناك خطط مستقبلية لفتح فروع لهذه الجمعية في إمارات ومناطق سعودية أخرى؟ لا يوجد خطط مستقبلية لفتح فروع لجمعية النهضة النسائية الخيرية في مناطق سعودية اخرى، فهي تخدم بنشاطاتها وبرامجها ثمانية مراكز موجودة بمنطقة الرياض وهي كالتالي: 1 مركز الإدارة العامة. 2 مركز النهضة للتأهيل. 3 مركز النهضة للتدريب والتطوير. 4 مركز النهضة للتراث. 5 مركز النهضة للتوظيف. 6 مركز النهضة للتوعية الصحية. 7 مركز النهضة للخدمات الاجتماعية. ويمكن القول إن أبرز مشاريعها وخططها المستقبلية هو التوجه التنموي والتوسع في برامج التأهيل والتوظيف. ما هي برأيكم أهم المعوقات التي تعترض مسيرة العمل الخيري في المملكة؟ وما هي نسبة رضاكم عن مشاركة المرأة السعودية في العمل التطوعي؟ بالنسبة إلى مشاركة المرأة السعودية فهي استطاعت ان تقتحم مجالات عدة أثبتت جدارتها وكفاءتها في العمل بشكل عام، أما في مجال العمل التطوعي فالمرأة لها ان تختار المشاركة فيه متى ما استطاعت تنمية مهاراتها وقدراتها. إلا أنه يوجد بعض المعوقات التي تمنع المرأة من المشاركة في الأعمال التطوعية ومنها: 1 عدم وجود معلومات كافية لدى المرأة السعودية عن طبيعة العمل الخيري التطوعي وطرق المشاركة فيه، ونقص الكوادر العلمية المؤهلة لتدريب المتطوعات على العمل التطوعي الإجتماعي. 2 نقص الوعي لدى أفراد المجتمع وعدم ثقتهم بدور وأهمية العمل الخيري النسائي عبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية في تحقيق المنفعة العامة للجميع. 3 نقص الموارد الممولة للعمل الخيري محلياً. 4 نقص الكوادر الوطنية النسائية المؤهلة للإشراف على هذه المشاريع الخيرية. 5 ضعف دعم الإعلاميين والإعلاميات للمؤسسات الخيرية والإجتماعية ذلك لأن العمل الإعلامي هو رسالة خيرية مساهمة في الدعم المعنوي والتوعوي. ما هو مدى التنسيق والتعاون بين جمعيتكم والجمعيات السعودية الاخرى والخليجية والعربية؟ يتم التنسيق والتعاون بين الجمعيات السعودية والخليجية والعربية باستمرار لتبادل الخبرات والتعرف على الخدمات والبرامج المتنوعة والمشاريع التي تقدم لشرائح المجتمع المحتاجة وذوي الاحتياجات الخاصة وفي العديد من القضايا الهامة في مجال العمل الإجتماعي الخيري بشكل عام. وعلى سبيل المثال وليس الحصر عقد أخيراً في جمعية النهضة النسائية الخيرية الإجتماع التشاوري لرئيسات الجمعيات النسائية الخيرية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية لمناقشة القضايا الهامة التي تتعلق بالمرأة السعودية اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً من خلال استعراض أهم مشكلات المرأة المطلوب حلها وتحديد أولويات الطرح والمعالجة ومعالجة الفقر وأثره على الأسر والتعليم النظري والعملي لحقوق المرأة وواجباتها، ومناقشة الحلول المتعلقة بظاهرة تنامي الطلاق، وأحكام النفقة والحضانة وآليات التعامل في المحاكم. أيضاً ستقوم الجمعية حالياً بتنظيم الملتقى الرابع للجمعية الخليجية للإعاقة بالتعاون مع الجمعية الخليجية للإعاقة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وبرعاية مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية والذي يهدف الى تسليط الضوء على الإنجازات والتطبيقات العلمية في مجال ذوي الإحتياجات الخاصة لإثراء المعرفة وزيادة فعالية الخدمة والتنسيق والتعاون في هذا المجال محلياً وإقليمياً ودولياً. فهذه الجمعيات تقدم مشاريع اجتماعية مكملة لدور المؤسسات الحكومية في تقديم المساعدات المادية والعينية والتأهيلية والتوجيهية والصحية تجاوباً مع الإحتياجات المختلفة لهذه الفئات، فمن خلال التنسيق بين بعضهم البعض يتطور هذا العمل بتوجه تنموي ليصبح عملاً إنسانياً منظماً. نرى أن هناك نسبة عالية من التعاون بين جمعية النهضة النسائية الخيرية التي تترأسون وبين مؤسسات تجارية، ونشير هنا الى تعاونكم مع بعض المصانع السعودية، فكيف تقوّمون تجربة هذا التعاون، وما هو مستقبله؟ بشكل عام حققت جمعية النهضة النسائية الخيرية خطوات رائدة في التعاون والمشاركة مع بعض المصانع السعودية مساهمة منها في تحقيق رسالة العمل الخيري الإنساني. فلقد سجلت الجمعية عبر انشطتها وبرامجها الخيرية منذ نشأتها وحتى الآن مبادرات في ابتكار الحلول الاجتماعية لحاجات المجتمع المتجددة والمتغيرة، فلقد نجحت في تأهيل وتدريب وتوظيف بنات الأسر التي ترعاها الجمعية وذوات الاحتياجات الخاصة القادرات على العمل واللاتي لديهن الرغبة في العمل لتحسين أوضاعهن الاقتصادية من جهة وتعزيز الثقة لديهن بتكوين مصدر دخل ثابت لهن. فلقد استحدثت الجمعية مشاريع عدة لتكون الجسر الذي يربط بين الفئات الراغبة بالعمل وبين الشركات والمصانع التي تدعم هذا التعاون وذلك كما في شركة "لازوردي" للذهب والمجوهرات والتي أنشأت أول مصنع نسائي لصياغة الذهب والمجوهرات لتدريب وتوظيف الراغبات بالعمل. أيضاً تعاونت الجمعية مع شركة الإنارة السعودية لتوفير وظائف للكوادر النسائية السعودية من خلال العمل في القطاعات الصناعية التي تتلاءم مع طبيعة المرأة ومع القوانين الخاصة بعمل المرأة، حيث بلغ عدد العاملات فيه 30 عاملة ونسبة السعودة 100 في المئة حتى نهاية العام 2003، ونتيجة لنجاح المشروع وتحقيقه للأهداف المرجوة سيتم التوسع به في المراحل القادمة. كما تعاونت الجمعية مع الشركة العربية لتصنيع المنتجات الطبية عناية في إطار عمل الفتيات السعوديات المدربات في مجال الخياطة للعمل في حياكة المنتجات الطبية حيث بلغ عدد العاملات فيه 25 عاملة ونسبة السعودة 100 في المئة. وهناك تعاون آخر مع أحد المصانع الخاصة بعمل الأغطية والوسائد حيث تم تدريب الفتيات وافتتاح القسم النسائي والعمل به الآن. هل تعرضتم في جمعية النهضة الى أي مساءلات حول مصادر تمويلها، خصوصاً أنها تعتمد على التبرعات الخيرية؟ لم تتعرض جمعية النهضة النسائية الخيرية ولله الحمد إلى أي مساءلات حول مصادر تمويلها بخاصة ان تمويلها للمستفيدين بالداخل، أي يخدم الفئات المحتاجة داخل المملكة العربية السعودية وبالذات مدينة الرياض وليس لها أي تبرعات أو أموال تحول الى خارج المملكة. تمثلون في المملكة العربية السعودية بصورة خاصة وفي الخليج بشكل عام صورة المرأة التي تشارك في بناء دور فاعل ومشرف للنساء العربيات، فكيف تنظرين إلى واقع ومستقبل دور المرأة في المملكة والمنطقة العربية؟ للمرأة دور كبير في المملكة والمنطقة العربية، فهي نصف المجتمع ولا يمكن النهوض بأي مجتمع وتحقيق النتيجة الشاملة والاقتصاد الوطني من دون اشتراك جميع عناصر المجتمع، فلقد قدمت المرأة بشكل عام نموذجاً فريداً من خلال مشاركتها الفعالة على جميع الأصعدة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتطوعية، فهي تساهم في نمو وتطور المجتمع بخطوات ايجابية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. كما برز دور المرأة السعودية كعنصر مشارك في سوق العمل ضمن ثوابتنا الاسلامية وتقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية في مجالات عدة حققت التوازن للمجتمع وأثبتت ان العنصر النسائي المؤهل قادر على التكيف والإشراف والتنسيق والتخطيط والعمل بجدية وكفاءة وامتهان مختلف الأعمال. إن اسهامات المرأة برزت كثيراً في الآونة الأخيرة على نطاق المنطقة العربية ككل، فهي موجودة في قطاعات عدة كونها امرأة متعلمة ومدركة لمسؤولياتها ومؤدية لدورها كزوجة وأم عاملة وسيدة أعمال، فلقد ظهرت في ملتقيات ومنتديات عالمية وعربية جاءت فيها مشاركة في مجالات مثل التوظيف والاستثمار وفي تنمية الموارد البشرية وتفعيل دورها الاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما سيعكس في المستقبل القريب الصورة النموذجية المشرفة لدور المرأة ويعزز ثقتها بنفسها الذي ستظهر به بشكل أكبر. يكثر الجدل هذه الأيام حول التغيير والتطور اللذين تشهدهما حياة المرأة السعودية، فهناك من يقول إنهما نابعان من الداخل، وآخرون يعتبرونهما مفروضين من الخارج؟ فما هو رأيكم؟ هناك فرق بين التغيير في حياة المرأة والتطور، فالتغيير الإيجابي يجب أن يكون ضمن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والضوابط الشرعية المحكمة في أي مجال تمارسه المرأة. فالتطور يكون بالتعليم والتفكير والنظرة الإيجابية التي تزيد من فاعلية المرأة وكفاءتها وصقل مهارتها ما يساعد في دفع عجلة التقدم الذي له دور هام وفعال في جميع ميادين الحياة لا سيما الإقتصادية والإجتماعية والثقافية ومختلف المجالات. هذا التغيير الإيجابي ليس مفروضاً من الخارج وإنما هذا ما دعت إليه حكومتنا الرشيدة لمواكبة ومسايرة التقدم الحضاري بمقاييس تحافظ على المرأة وتزيد فاعليتها وتحافظ على كرامتها الإنسانية واخلاقها السامية لتشارك في تطور المجتمع وتتماشى مع أهداف الخطط التنموية للدولة. القليل، القليل معروف عن دور المرأة السعودية الفعلي في عملية التنمية السعودية، فمن المسؤول عن هذا التقصير، هي أم الإعلام العربي؟ أعتقد أن دور المرأة السعودية في عملية التنمية السعودية هو دور فعال وإيجابي وله أدلة وتجارب نسائية ناجحة أثبتت ذلك منذ سنوات عدة وهي موجودة ولكنها محدودة وغائبة إعلامياً. ولهذا السبب فالإعلام العربي له دور كبير جداً فهو بمثابة رسائل تذكيرية وتوعوية للمجتمع العربي وقصص وحقائق للدور الذي تقدمه المرأة وما زالت في التنمية مما يمثل دعماً إعلامياً وتوعوياً. هل تتوقعون حلول يوم يصبح للمرأة السعودية فيه مكان في المجالس البلدية ومجلس الشورى كعضو فاعل وليس مراقباً فقط، وفي الحياة السياسية مستقبلاً؟ إن المتغيرات الجديدة التي طرأت على مستوى المملكة العربية السعودية قد يكون لها دور في المستقبل إذا تطلبت الحاجة، وكان آخرها ما نوته وقررته وزارة التجارة بافتتاح أقسام السجل التجاري خاصة بالنساء بمختلف مناطق المملكة. وهذه الخطوة جديدة في إطار مواكبة الوزارة لسياسة الدولة لفتح مجال أمام المرأة للمشاركة في بناء الوطن بشكل فعال. ما هي برأيكم أهم أولويات طموحات المرأة السعودية في هذه المرحلة من مسيرتها؟ هناك عدد من أولويات طموحات المرأة السعودية بشكل عام ولعل أهمها من وجهة نظرنا كجهة خيرية: 1 إيجاد جهات تساهم في مساعدة المرأة ومعرفة حقوقها وتتبنى الدفاع عنها وإنصافها وتسهيل اجراءاتها في المحاكم. 2 إنشاء مكاتب استشارية تعالج أوضاع المرأة من جميع النواحي. 3 دراسة حقوق المرأة وبخاصة حقها في الطلاق والنفقة والحضانة. 4 إيجاد مكاتب نسائية في قطاعات حكومية مختلفة تسهل إجراءات عملها بشكل أيسر وأسهل، وقد أنشئت بالفعل في كثير من الدوائر الحكومية مكاتب خاصة بالنساء. اعداد بارعة علم الدين