قتل طفل عراقي في الثانية من العمر وأصيب ستة مدنيين آخرين أمس من جراء القصف ورصاص القنص في مدينة الفلوجة المحاصرة حيث منعت القوات الاميركية العائلات النازحة من العودة، في حين قتل خمسة جنود أميركيين وجرح ستة آخرون، ثلاثة منهم بحال حرجة، في هجوم على قاعدة لقوات التحالف بالقرب من تاجي، شمال بغداد. وقال شهود عيان ان ثلاث قذائف سقطت على منطقة حي الشهادة جنوب الفلوجة مما أدى الى مقتل طفل عمره سنتان وجرح امرأة وابنتيها. وروت حنان عبدالباقي 27 سنة التي أصيبت في الرأس والذراعين والساقين "كنا في منزلنا عندما سقطت ثلاث قذائف على الحي أصابت احداها الطابق الاول واخترقت الدور الارضي قبل ان تنفجر". واضافت من سريرها في المستوصف الجمهوري بوسط الفلوجة "خرجت من الحطام مع أخي وابنه مرتضى الذي قتل بشظية اصابته في رقبته وابنتيّ، هجران اربع سنوات التي اصيبت في اليد والصدر والعين والساق، وسحر عشر سنوات التي اصيبت في الكتف واليد والصدر". واوضحت "اصيب المنزل المقابل ايضا وقام الناس بنقلنا الى المستشفى". واستنادا الى ممرض المستوصف اسماعيل ابراهيم، أصيب ثلاثة أشخاص آخرين امس. واضاف "منذ وقف اطلاق النار في 12 نيسان ابريل يسقط يوميا عشرة اشخاص بين قتيل وجريح برصاص القناصة الاميركيين او بالقصف". ومنعت القوات الاميركية العائلات التي نزحت من الفلوجة بسبب المعارك من العودة. وقال الضابط في مشاة البحرية الاميركية مارينز اللفتنانت جو كوترينو المسؤول عن الحاجز الواقع عند مفترق طرق شرق المدينة "انها الاوامر". واكد ان "ما بين 50 و 60 عائلة سمح لها بالعودة الى المدينة اول من امس، لكن اليوم امس لا يسمح سوى لعناصر الشرطة وفرق الدفاع المدني العراقي التابع للجيش القيام بذلك". ولم يبرر كوترينو هذا التدبير المتخذ رغم الهدوء النسبي السائد في المدينة التي لم تشهد على حد قوله سوى اطلاق نار متفرق خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة. ولم يكن هناك سوى عدد قليل من الناس ينتظرون امام الحاجز بعد ان غادرت عائلات عديدة المكان اثر ابلاغها بقرار قوات الاحتلال. ومنذ الاعلان الاثنين عن اتفاق لترسيخ الهدنة، سمحت قوات المارينز لحوالي خمسين عائلة في اليوم بالعودة الى المدينة مع تعليق العملية خلال المعارك. وذكرت اذاعة "سوا" الاميركية ان قوات التحالف اعادت فتح الطريق الدولي السريع الذي يربط بين بغداد وعمان امس، وان سيارات شوهدت تسلكه مرورا بالفلوجة. مقتل خمسة جنود واعلن ناطق عسكري في بغداد ان خمسة جنود اميركيين قتلوا واصيب ستة آخرون بجروح، اصابات ثلاثة منهم بالغة، في هجوم امس على قاعدة لقوات التحالف بالقرب من تاجي في شمال بغداد. واوضح الناطق ان مروحية اميركية دمرت الشاحنة المستخدمة لاطلاق القذائف بعد وصول تعزيزات استدعتها القاعدة الواقعة على بعد حوالي عشرة كيلومترات شمال العاصمة العراقية. واضاف ان ثلاثة من الجنود الستة الذين اصيبوا في حال حرجة. واعلن التحالف في بيان امس ان جندياً اميركياً من المارينز توفي متأثراً بجروح أصيب بها في معارك دارت في منطقة الفلوجة غرب بغداد. واوضح البيان "ان جندياً من الفيلق الاول في قوات المارينز توفي في 22 نيسان ابريل متأثراً بجروح اصيب بها في معركة وقعت في 14 الجاري في محافظة الانبار" التي تشمل الفلوجة. وقتل جندي اميركي آخر الجمعة اثر انفجار قنبلة لدى مرور قافلته في مدينة سامراء على بعد حوالي مئة كلم الى شمال بغداد بحسب قوات الاحتلال. وقتل اكثر من سبعمئة جندي اميركي في العمليات العسكرية او حوادث مختلفة منذ الاجتياح الاميركي البريطاني للعراق من دون موافقة الاممالمتحدة في آذار مارس 2003. وفي تكريت، اعلن قائد الشرطة العقيد ابراهيم جبوري ان اربعة من عناصره قتلوا واصيب 16 شخصاً بجروح بينهم 12 شرطيا في هجوم بسيارة مفخخة صباح امس قرب قاعدة اميركية في وسط المدينة 180 كلم شمال بغداد. وندد بشدة بهذا "العمل الارهابي الذي تسبب بخسائر في صفوف الشرطة التي تحمي الامن والمدنيين الابرياء". 500 مليون دولار لاعادة الاعمار في هذا الوقت، اعلن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة انه وافق على موازنة بقيمة 500 مليون دولار لاعادة اعمار المدن العراقية وخصوصا بغداد والموصل والفلوجة. وسيتم سحب هذا المبلغ من صندوق تنمية العراق الذي تأسس من أموال عراقية مجمدة والعائدات النفطية العراقية. وقال ممثل قوات الاحتلال ميلتون لادينغتون ان 35 مليون دولار ستصرف فورا لمشاريع اعادة الاعمار لكل من المدن السبع التالية: بغداد وبعقوبة والفلوجة غرب بغداد والموصل شمال وسامراء شمال بغداد والرمادي غرب بغداد وتكريت شمال. وكان هذا المسؤول يتحدث في الرمادي بعد لقاء بين مسؤولين في التحالف وعسكريين اميركيين وممثلين عن محافظة الانبار غرب. واكد مارك هاندلي رئيس قسم المهندسين في الفيلق الاول للمارينز في محافظة الانبار التي تشمل الرمادي والفلوجة "سيكون لدينا خطة لتحقيق السلام". وسيتم استثمار 35 مليون دولار في مدارس الفلوجة وطرقاتها ومعالجة مياه الصرف وشبكة الكهرباء، بحسب مشاريع اعلنها التحالف. وتضاف هذه الاموال الى 55 مليون دولار من الاموال الاميركية لاعادة اعمار الفلوجة. واعتبر الكولونيل الاميركي جيسي باركر امام مسؤولين عراقيين ان "الفلوجة ينبغي ان تولى عناية خاصة بسبب ما عانته من تجارب في الماضي القريب".