يتوجه نحو 480 الف ناخب قبرصي يوناني و143 الف قبرصي تركي الى صناديق الاقتراع اليوم، لابداء رأيهم في الخطة التي وضعها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لتوحيد الجزيرة. وعلى رغم تأييد اثينا الخطة وحضها القبارصة على التصويت عليها بالايجاب، يتوقع ان يرفضها القبارصة اليونانيون الذين سينضمون الى الاتحاد الاوروبي مطلع ايار مايو المقبل، فيما يتوقع ان يؤيدها اتراك الجزيرة الذين يتحملون تبعات رفض الخطة في اي من الشطرين، باعتبار ان الفشل في اعادة التوحيد يبقيهم خارج الاتحاد الاوروبي. وتنظر الدول الاوروبية بترقب الى نتيجة الاستفتاء، مع توقع ان يؤكد الاتحاد الاوروبي انه يعتبر الشطر الشمالي التركي من الجزيرة مرشحاً للعضوية وبالتالي يقدم مساعدات تنموية الى هذا الشطر، خصوصاً اذا كان حرمان الاخير من العضوية ناجماً عن الرفض اليوناني لخطة انان. ينتظر الأوروبيون تصويت القبارصة اليونانيين اليوم السبت ضد خطة توحيد الجزيرة ويتهيأون لاحتمالات كثيرة منها احتمال إعلان القبارصة الأتراك الانفصال واستقلال جمهوريتهم التي لم تحظ الى الآن سوى باعتراف أنقرة. ويبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ الاثنين، تبعات الاستفتاء القبرصي قبل أيام قليلة من انضمام عشرة دول، منها قبرص اليونانية، الى عضوية الاتحاد. وأوضح سفير اوروبي أن افتراض تصويت القبارصة الأتراك لمصلحة خطة توحيد الجزيرة ومعارضتها من جانب اليونانيين، سيدفع الوزراء الى استنتاج التبعات القانونية ومنها "التوصية بتنفيذ القوانين الأوروبية في الشطر اليوناني فقط من الجزيرة" بدءاً من مطلع آيار مايو المقبل. يعترض القبارصة اليونانيون على خطة توحيد الجزيرة التي قدمها انان لأنها تمنح القبارصة الأتراك أجزاء من اراضي الشطر الجنوبي. لكن اياً تكن نتائج الاستفتاء، فانها لن تؤثر في موقع القبارصة اليونانيين ضمن العائلة الأوروبية لأن حكومة نيقوسيا تحظى بالاعتراف الدولي. وتنضم قبرص لعضوية الاتحاد الأوروبي في مطلع أيار مايو المقبل، إلى جانب مالطا وكل من سلوفينيا وبولندا وهنغاريا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وجمهوريات البلطيق الثلاث استونيا وليتوانيا ولاتفيا. وأضاف الديبلوماسي الأوروبي ان الوزراء سيؤكدون، في كل الحالات، أن "مستقبل كل القبارصة هو في اوروبا". ومن المبكر التكهن بتطورات الوضع غداة الاستفتاء، خصوصاً في حال رفض القبارصة اليونانيون خطة التوحيد وموافقة الشطر الشمالي عليها. وقال مصدر مقرب من منسق السياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا أن افتراض انعدام إجماع القبارصة من الجاليتين على خطة توحيد الجزيرة، سيكون "هدراً لفرصة تاريخية كان من المفترض أن تطوي نزاعاً دام ثلاثين عاماً". وقد يتطور الوضع غداة الاستفتاء إلى وقفة سياسية تمهل الديبلوماسيين فرصة المراجعة والبحث عن البدائل. وتوقعت مصادر مطلعة أن ترد الجهات المتصلبة القريبة من القوات التركية، على افتراض رفض القبارضة اليونانيين خطة توحيد الجزيرة، بالمطالبة بالاعتراف بجمهورية شمال قبرص. وفي مبادرة تعكس حرص المفوضية على احتواء الموقف، أكدت الجهات الرسمية وجود خطة مالية بقيمة 240 مليون يورو ستنفق في ثلاثة أعوام لأغراض تنمية أراضي القبارصة الأتراك.