أعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امكان دراسة اي طلب لتأجيل الاستفتاء المقرر في 24 الشهر الجاري في شأن خطته لإعادة توحيد قبرص، مشيراً الى ان "اي خطوة رسمية في هذا المجال لم يتخذها حتى الآن القبارصة اليونانيون والاتراك بدعم من الحكومتين اليونانية والتركية معاً". ورأى انان أن خطته توجب اجراء الاستفتاء في الوقت المحدد من اجل تبيان موقف الجانبين منها، علماً ان تصويت أحد الجانبين ضدها يعني انضمام القبارصة اليونانيين وحدهم إلى الاتحاد الاوروبي في الموعد المحدد لذلك مطلع أيار مايو المقبل. وكانت استطلاعات الرأي اظهرت ان اكثرية القبارصة الاتراك يعتزمون التصويت لمصلحة الخطة التي تعارضها اكثرية القبارصة اليونانيين. وفي اول تعليق على تصريحات انان، لم يستبعد الناطق باسم الخارجية اليونانية يورغوس كوموتساكوس موافقة بلاده على تأجيل الاستفتاء في حال نال هذا القرار تأييد الاطراف المحلية جميعها. وفي المقابل، عارضت وزارة الخارجية التركية تأجيل الاستفتاء المزدوج، وطالبت باحترام ارادة الشعبين القبرصيين والتقيّد بالتزام الجهات الثلاث الراعية لوضع الجزيرة وهي: تركيا واليونان وبريطانيا، لدى الاممالمتحدة بدعم الاستفتاء. وكان وزير الخارجية التركي عبدالله غل شجب اقتراح حزب "اكيل" القبرصي اليوناني تأجيل الاستفتاء كونه يصب في خانة انضمام الشطر اليوناني من الجزيرة وحده الى الاتحاد الاوروبي، وتقويض جهود تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. تظاهرات في الشمال وعكس آلاف القبارصة الاتراك تأييدهم لخطة الاممالمتحدة من خلال مشاركتهم في تظاهرة في الشطر الشمالي للعاصمة القبرصية المقسمة نيقوسيا، نظمتها احزاب سياسية ونقابات دعت الى التصويت ب"نعم" للخطة في الاستفتاء. ورفع المتظاهرون يافطات كتب عليها: "لا يمكن الوقوف في وجه السلام في قبرص"، و"نعم لمستقبل ابنائنا". وفي انقرة، دعت كبرى جمعيات ارباب العمل التركية "توسياد" وغرفتا التجارة والصناعة في اسطنبول وعدد من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية القبارصة الاتراك الى التصويت ايجاباً على خطة انان. في المقابل، رفض رئيس أركان الجيش التركي الجنرال حلمي أوزكوك تأييد الاستفتاء او رفضه، وأعلن عدم وجوب توقع اتخاذ الجيش موقفاً محدداً من هذا الامر يتشارك به مع عامة الشعب. وقال: "نقلنا آراءنا إلى السلطات المعنية باتخاذ الموقف المناسب، علماً اننا نرى ان الخطة احتوت على نقاط جيدة، لكنها لا تلبي كل مطالب تركيا". دعم أميركي للتوحيد وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة تتعهد تقديم مساعدة مالية من اجل تطبيق خطة السلام في قبرص في حال صوتت المجموعتان التركية واليونانية في الجزيرة ايجاباً على الخطة، بعدما كانت حذرت اول من امس من التصويت ضدها. ولم يحدد الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر قيمة المساهمة المالية، لكنه جزم بأنها كبيرة وأنها ستعلن قبل او خلال مؤتمر الدول المانحة المقرر في بروكسيل بعد غد.