ينطلق غداً دوري الدرجة الأولى البرازيلي في كرة القدم، ويستمر ثمانية أشهر بمعدل مرحلتين أسبوعياً. وللمرة الثانية على التوالي سيعتمد نظام الذهاب والإياب في هذه المسابقة التي تقام منذ عام 1971، ويتوج بطلاً في نهايتها من يجمع أكبر عدد من النقاط. ويبدو كل ذلك بديهياً لعشاق كرة القدم، إلا أن هذه القوانين السارية في بطولات العالم كلها هي الاستثناء في تنظيم الكرة البرازيلية القائمة على فوضى كبيرة وتخاصم دائم بين المرجع الكروي الوطني أي اتحاد اللعبة والسلطات الكروية في الولايات. ويتفق المعلقون جميعهم على أن المحافظة على قانون السنة الماضية الذي بدأ يعتمده المشجع البرازيلي، يشكل إنجازاً كبيراً على طريق تحديث الكرة المحلية وجعل تنظيمها أكثر شفافية وأسهل تخطيطاً وأكثر تفهماً، من المشجع الدولي الذي يحب الكرة البرازيلية ويعجز عن المتابعة من خلال نواديها. وباعتماد نظام الذهاب والإياب، أدى طول مدة البطولة البرازيلية إلى تغيير أساسي في أولوية الروزنامة الكروية إذ أضحى الدوري الوطني أهم من بطولات الولايات التي اختتمت كلها تقريباً في نهاية الأسبوع الماضي. وفازت النوادي العريقة في كل ولاية باستثناء سان باولو حيث دان اللقب إلى "فلتة الشوط" سان كايتانو. وكانت البطولة الوطنية حتى عام 2002 عبارة عن دورة تؤهل للاشتراك في "كأس ليبرتادوريس" التي تجمع أبطال أميركا الجنوبية، وتحتكر عادة لقبها النوادي ال12 الكبيرة الموزعة على الولايات الأربع العريقة، وهي سانتوس وسان باولو وبالميراس وكورنثياس عن ولاية سان باولو، وعن ولاية ريو دي جانيرو: فلامنغو فاسكو، وفلومينينسي وبوتافوغو، أتلتيكو وكروزيرو عن ولاية ميناس جيرايس في الوسط، وغريميو وأنترناثيونال عن ولاية ريو غراندي الجنوبية. وتشارك الفرق ال12 الكبيرة في الدوري هذا الموسم بعد أن صعد بالميراس وبوتافوغو إلى الدوري الممتاز إثر تصدرهما بطولة الدرجة الثانية العام الماضي. علماً أن الدوري الجديد يضم للمرة الثانية والأخيرة 24 فريقاً، تنتمي إلى 9 ولايات تتصدرها سان باولو الممثلة بثمانية فرق، تليها ريو دي جانيرو بأربعة فرق وبارانا بثلاثة فرق. وتتمثل كل من ولايات ريو غراندي الجنوبية وسانتا كاتارينا وميناس جيرايس بفريقين، فيما تتمثل كل من ولايات باهيا وغوياس وبارا بفريق واحد. وستهبط في نهاية الموسم الحالي أربعة فرق ويصعد اثنان وسيتكرر ذلك في الموسم المقبل، ليستقر العدد نهائياً على 20 فريقاً بدءاً من عام 2006. وسيتابع محبو الكرة البرازيلية عبر شاشات التلفزة بطولة دوري أصبح مفهوماً مجراها وتنتهي كل مرحلة منها بترتيب منطقي. وفي نهايتها، سيتوج الفريق الأكثر توازناً واستمرارية من بين الفرق المؤهلة. سجل... وأسماء ومنذ بدء المسابقة عام 1971، أحرز فلامنغو اللقب 6 مرات ويليه بالميراس وفاسكو ب4 ألقاب، وسان باولو وكورنثياس وأنترناثيونال ب3 ألقاب. لكن المعلقين يتريثون في المقارنة بين البطولات القديمة والمسابقة في نظامها الجديد. السنة الماضية، أثبت كروزيرو بإشراف المدرب فاندرلي لكسمبورغو تفوقه الواضح على الفرق الأخرى، وتميز بكونه الفريق الذي يضم أفضل خط هجوم وثاني أفضل دفاع، ما أهله لجمع مئة نقطة في مبارياته ال46، في مقابل 87 لسانتوس الثاني. وحلّ سان باولو ثالثاً وسان كايتانو رابعاً. ولا تبدو البطولة محسومة هذه السنة، ولكن تبقى الأفضلية للفرق التي حلّت في المراتب الأربع الأولى خلال الموسم الأخير. وكان كروزيرو مرشحاً حقيقياً للقب للمرة الثانية لولا تخلي لكسمبورغو عن مهماته وسعيه للعمل في إسبانيا، والذي تلاه ترك ريفالدو التشكيلة تضامناً مع مدربه. ويمثل سانتوس بقيادة إميرسون لياو أكبر تجمع للنجوم في فريق واحد، إلا أنه قد يخسر بعضهم في مصلحة السوق الأوروبية. ويعتمد سان باولو على هدّافه لويس فابيانو الذي بدأ يلعب مكان رونالدو في صفوف المنتخب، وسان كايتانو على دفاعه الحديد.