تسلم الوزراء الاسبان الجدد حقائبهم امس، بعدما ادوا القسم امام الملك وزوجته. وتتشكل الحكومة الاسبانية الجديدة من 16 وزيرة ووزيراً مناصفة بين النساء والرجال، حتى في ما يتعلق بمنصبي نائب رئيس الوزراء اللذين عهد بهما الى رجل وامرأة. واضافة الى خصوصية منح "الجنس اللطيف" حصته في تمثيل المجتمع، فلهذه الحكومة خصوصية اخرى هي وجود عدد مهم من الحياديين بين اعضائها. وعندما فاز الاشتراكي الاسباني خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو بالانتخابات، لم يكن اعد مسبقاً تشكيلة وزارية، كما كانت عادة منافسه الشعبي الذي كان يحرص على توزيع وعود من اجل تأمين الفوز ولو بغالبية ضئيلة. ويبلغ معدل عمر الوزراء 46 عاماً، بمن فيهم الوزيرات اللواتي تسلم بعضهن حقائب مهمة لا خدماتية فقط، كما جرت العادة في سائر البلدان. موراتينوس قبل توليه رئاسة الوزراء، شكل ثاباتيرو "مجلس علماء - مستشارين"، ضم خبراء ومفكرين ورؤساء جامعات وقضاة وديبلوماسيين. احدهم كان المبعوث الاوروبي السابق الى الشرق الاوسط ميغيل انخل موراتينوس الذي تولى حقيبة الخارجية في الحكومة الجديدة. وظهر لثاباتيرو مدى عمق علاقات موراتينوس لدى توافد الرؤساء والمسؤولين الاجانب الى مدريد للمشاركة في تقديم العزاء بضحايا "11 آذار"، اذ كان يعرفهم جميعاً منذ بدء مهمته في الشرق الاوسط عام 1997، اضافة الى انهم يعرفون مواقفه في السياسة الدولية والشرق اوسطية. وخلال مراسم التسلم والتسليم امس، عاد موراتينوس الى انتقاد اسرائيل بسبب اغتيالها زعيم "حماس" في غزة عبدالعزيز الرنتيسي. يضاف الى ذلك، ان قناعاته اوروبية - متوسطية وهو يعمل من اجل "تعاون فعلي بين ضفتي المتوسط"، ويعتبر ان الحوار هو اساس لجميع الحلول. كذلك تربطه علاقة طيبة بنظيره الاميركي كولن باول، نمت على اثر المفاوضات التي تمخضت عنها "خريطة الطريق". واول مهمة له في الخارج، ستكون مرافقة ثاباتيرو الى المغرب حيث تربطه علاقة صداقة ودية بالملك محمد السادس وعدد من اعضاء حكومته. بعدها، يزور مقر رئاسة الاتحاد الاوروبي في ايرلندا الثلثاء فواشنطن الاربعاء ليعرض على نظيره الاميركي صيغاً عدة للتعاون في العراق بعد سحب القوات الاسبانية، اذا لم تتسلم الاممالمتحدة القيادة هناك قبل الثلاثين من حزيران يونيو المقبل. كذلك يتوقع ان يسعى موراتينوس الى التوافق مع باول على وصفات لاستمرار التعاون في مكافحة الارهاب. وعلى رغم صداقة تجمعه بالرئيس ياسر عرفات وبقية الزعماء العرب، لا يمكن تجاهل علاقة موراتينوس الخاصة بايهود باراك وشيمون بيريس وشلومو بن عامي وغيرهم من السياسيين المعتدلين و المفكرين الاسرائيليين. وزيرة الثقافة "اندلسية" وزيرة الثقافة كارمن كالفو نجحت في مهمتها السابقة كمستشارة وزيرة اقليمية الثقافة في حكومة الاندلس. تربطها بالعالم العربي علاقة تاريخية خاصة نظراًً الى انتمائها لمدينة قرطبه "الاموية". وكانت كالفو نظمت معرض تألق الامويين، وتمكنت بمساعدة صديقها السفير السوري محسن بلال، من التوصل الى مشاركة الرئيس بشار الاسد في افتتاح المعرض الى جانب ملك اسبانيا. ثم زارت كالفو سورية لاحقاً وما زالت تشارك في نشاطات ثقافية مع هذا البلد العربي. وزيرا الدفاع والداخلية اما وزير الدفاع خوسيه بونو فحكم من طليطلة اقليم قشطاله لفترة عشرين عاماً. وهو الرئيس الاقليمي الوحيد الذي فاز بست ولايات متتالية. وبونو معروف بتوازنه وحبه لما تركه التاريخ في منطقته من ثقافة وتراث اسلاميين، الى جانب ما تركه اليهود والمسيحيون. وزير الداخلية خوسيه انطونيو الونسو، رفيق الدراسة لرئيس الوزراء، شغل حتى الانتخابات الاخيرة منصباً في مجلس القضاء الاعلى. ومهمته في مكافحة الارهاب صعبة، ولكن كونه قاضياً فإن العدل يسيطر على طريقة عمله.