ادى الاشتراكي خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو اليمين الدستورية كرئيس لوزراء اسبانيا أمس امام العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس ليصبح خامس رئيس وزراء منذ عودة الديموقراطية الى هذا البلد عام 1977. وحضرت الملكة صوفيا وخوسيه ماريا اثنار رئيس الوزراء المنتهية ولايته حفلة التنصيب الذي اقيم في قصر ثاراثويلا قرب مدريد. وكانت هذه الخطوة الرسمية هي الاخيرة كي يباشر ثاباتيرو مهمات منصبه بعدما صدق البرلمان على توليه منصب رئيس الحكومة أول من امس بعد نحو خمسة اسابيع من فوزه في الانتخابات العامة التي اجريت بعد ثلاثة ايام من هجمات 11 آذار مارس في مدريد. وفي وقت لاحق عاد ثاباتيرو للقاء الملك بحسب التقليد المتبع لإطلاعه على تشكيلة حكومته الجديدة المؤلفة من 16 وزيراً ووزيرة مناصفة بين النساء والرجال كما تعهد خلال حملته الانتخابية. وبين ابرز الاسماء في التشكيلة وزير الخارجية ميغيل انخيل موراتينوس الذي شغل في السنوات السبع الماضية منصب المبعوث الاوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط. ومر موراتينوس بمناصب ديبلوماسية عدة في اسرائيل والمغرب، ويعرف عنه علاقته الطيبة بكبار المسؤولين العرب وصداقته الحميمة مع عدد من رجالات الفكر في الدول العربية اضافة الى علاقة مميزة تربطه مع مسؤولين وسياسيين اسرائيليين. كما عينت كارمن كالفو وزيرة للثقافة وهي ترتبط بصداقات مع العالم العربي وكانت تولت تنظيم "معرض الأمويين" في مدينة قرطبة الذي افتتحه الرئيس بشار الأسد عندما كانت مستشارة الثقافة في حكومة الاندلس الاقليمية، كما زارت سورية وشاركت في نشاطات ثقافية فيها. ويتسلم الوزراء الجدد وزاراتهم اليوم وتعقد الجلسة الاولى لمجلس الوزراء غداً. ولقيت التشكيلة الحكومية ارتياحاً لدى الرأي العام الاسباني نظراً الى انها تضم عدداً من السياسيين والديبلوماسيين والقضاة والمهندسين والمحامين المعروفين بنزاهتهم ومهنيتهم العالية وتوجههم الاوروبي والمتوسطي. وقال موراتينوس ل"الحياة" ان انخراطه في السياسة الداخلية جاء "لإصلاح ما تهدم في سياسة اسبانيا الخارجية... ويجب ان نقوم بتحول 180 درجة في هذه السياسة". وعن القوات الاسبانية في العراق قال ان "نصفها موجود لحماية النصف الآخر لا لحماية العراقيين ولذلك على الاممالمتحدة ان تلعب الدور الرئيسي في قيادة هذه القوات بقرار واضح لا تجميلي، والا فإن اسبانيا ستسحب قواتها".