شكل اتفاق قطري روسي على أن "يبت القضاء القطري قضية الروسيين المتهمين" باغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان يندرباييف في الدوحة في 13 شباط فبراير الماضي، مؤشراً الى بدء عودة الدفء إلى العلاقات بين موسكووالدوحة، كما جاء إعلان الجانب الروسي في بيان مشترك "احترامه القضاء القطري" تراجعاً في موقف موسكو الذي كان متشدداً وركز خلال الفترة الماضية على ضرورة اطلاق المتهمين اللذين بدأت محاكمتهما في الدوحة. وأشار البيان الى أن زيارة سكرتير مجلس الأمن الروسي وزير الخارجية السابق ايغور ايفانوف للدوحة أمس جاءت "رغبة من الطرفين في استمرار علاقات الصداقة والتفاهم المشترك بينهما". وكان ايفانوف التقى نائب أمير قطر ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وأفاد البيان ان الجانبين بحثا في "الحالة الراهنة للعلاقات بينهما وسبل تعزيزها للمصلحة المتبادلة للبلدين الصديقين". وأكدا أن "القضاء القطري سيبت قضية الروسيين المتهمين في قطر، وعبر الجانب الروسي عن احترامه القضاء القطري". واتفق الطرفان على "استمرار آليات الحوار بينهما، بما يعزز الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة". وفي مؤتمر صحافي مشترك، شدد الشيخ حمد بن جاسم على أنه اتفق وايفانوف على أن "المحكمة هي التي ستقول الكلمة الفصل في قضية المتهمين الروسيين"، وأضاف: "كمسؤول قطري لا أقول انهما مدانان أم لا"، لافتاً إلى حرص الدوحة على "علاقات جيدة" مع روسيا. وتابع: "كما ذكر ايفانوف، العلاقات وثيقة بخاصة بعد زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لموسكو قبل أزمة اغتيال يندرباييف، وسنستمر في هذا المنهج، وستستمر المحكمة في النظر في القضية بحسب القانون القطري". واستخدم حمد بن جاسم وايفانوف عبارات مجاملة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقداه في الديوان الأميري، ولوحظ أن الوزير القطري كرر أكثر من مرة كلمة "الصديق ايفانوف"، فيما نوه سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي ب"الحفاوة" التي لقيها. وقال ايفانوف إن محادثاته أكدت السعي المتبادل إلى تطوير العلاقات في كل الميادين، وبينها الحوار السياسي والعلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون العسكري التقني". وأوضح أن الجانبين ناقشا الوضع في العراق والشرق الأوسط، و"كانت مواقفنا متقاربة جداً". وسئل عن التباين بين وجهتي النظر الروسية والعربية تجاه قضية المتهمين الروسيين، فأجاب أن بلاده "تحترم المحكمة القطرية وتتمنى أن تأخذ قراراً يتماشى مع روح علاقات الصداقة الروسية القطرية". ولم يخفِ قلقاً على مصير المتهمين الروسيين، مشيراً إلى أن "مجموعة من المحامين الروس ذوي الكفاءة العالية يدافعون عنهما"، ولافتاً إلى فرصة متاحة للسفارة الروسية والمحامين لزيارة المعتقلَين.