أفاد مصدر ليبي مطلع أن رئيس الوزراء شكري غانم سيطلب من المسؤولين الفرنسيين الذين سيجتمع معهم خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها لباريس اعتبارا من الاثنين تسهيل ادماج ليبيا في المسار الأورومتوسطي المعروف باسم مسار برشلونة. وكان رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي طلب أخيرا من ليبيا التكيف مع متطلبات الانضمام الى المسار الذي انطلق العام 1995 وأقصيت منه ليبيا بسبب خضوعها لعقوبات دولية. وأكد المصدر أن زيارة غانم التي تستمر ثلاثة أيام ترتدي طابعا اقتصاديا في الدرجة الأولى. وتوقع أن تتوج بالتوقيع على عدد كبير من اتفاقات التعاون في مجالات عدة، الا أنه رأى أنها زيارة سياسية أيضا كونها تشكل محطة مهمة لاعداد الزيارة التي يعتزم الرئيس جاك شيراك القيام بها لليبيا تلبية لدعوة نقلها اليه أخيرا سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال المصدر ان زيارة شكري تأخرت سنة اذ كان يفترض أن يذهب الى فرنسا بعد التوقيع على اتفاق التعويضات لضحايا طائرة "يوتا" الفرنسية التي تحطمت في صحراء النيجر العام 1989. وكانت "مؤسسة القذافي الخيرية" التي يرأسها سيف الاسلام استكملت مفاوضات عسيرة مع أسر ضحايا الطائرة في العاشر من أيلول سبتمبر العام الماضي. ورأى مراقبون أن زيارة غانم التي تأتي بعد خمسة أسابيع من زيارة وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانسوا لوس لطرابلس، تعكس رغبة باريس بمنافسة الايطاليين والأميركيين على السوق الليبية وبخاصة في القطاع النفطي. وفي واشنطن رويترز قال مسؤولون اميركيون ان الولاياتالمتحدة تبحث في تخفيف فئتين من العقوبات عن ليبيا، لكن القرار لن يتخذ قبل حلول 22 نيسان ابريل الجاري، الموعد النهائي المقرر لدفع تعويضات ضحايا "لوكربي". واضاف المسؤولون ان اجراءات تخفيف العقوبات عن ليبيا ليست مرتبطة باتفاق ليبيا مع أسر ضحايا 270 شخصاً قتلوا حينما انفجرت طائرة "بان أميركان" فوق بلدة لوكربي في اسكتلندا العام 1988. واعلنت ليبيا في آب اغسطس الماضي مسؤوليتها عن تفجير الطائرة، وتعهدت بدفع عشرة ملايين دولار لاسرة كل ضحية، بموجب اتفاق مرحلي مرتبط برفع العقوبات. وتلقت كل اسرة اربعة ملايين دولار بعدما قرر مجلس الامن رفع العقوبات الدولية عن طرابلس. وبموجب الاتفاق يمكن لكل اسرة ان تتلقى اربعة ملايين اخرى اذا رفعت الولاياتالمتحدة عقوباتها، ومليونين آخرين اذا اسقطت الولاياتالمتحدة ليبيا من قائمة الدول الراعية للارهاب.