فشل وفد من أسر ضحايا الطائرة الفرنسية التابعة لشركة "يوتا" والتي انفجرت فوق صحراء النيجر العام 1989 في التوصل الى اتفاق مع السلطات الليبية على زيادة تعويضاتهم لتتماثل مع تلك التي دفعتها طرابلس لضحايا طائرة الركاب الأميركية التي انفجرت فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية العام 1988. وعاد الوفد أمس الى باريس من طرابلس من دون التوصل الى نتيجة، كما أفاد الناطق باسمه غيوم دونوا دوسان مارك. وكانت بريطانيا قدمت الاسبوع الماضي مشروع قرار الى مجلس الأمن لرفع العقوبات التي تفرضها الأممالمتحدة على ليبيا بعدما دفعت طرابلس تعويضات بقيمة 7.2 بليون دولار لعائلات ضحايا تفجير الطائرة الأميركية فوق لوكربي. وهددت فرنسا باستخدام الفيتو لعرقلة تمرير مشروع القرار، في حال لم تدفع ليبيا التي دينت بتفجير طائرة "يوتا"، تعويضات منصفة لعائلات الضحايا. وقال دو سان مارك، متحدثاً باسم عائلات ضحايا طائرة "يوتا" ال170: "ما من نتائج ملموسة في الوقت الحاضر"، مكتفياً بالاشارة الى أن الوفد عاد الى باريس قرابة الثالثة بعد ظهر أمس بالتوقيت المحلي، والى أن بياناً سيصدر لاحقاً. ومن شأن فشل مفاوضات الوفد الفرنسي في طرابلس ان يعقد التصويت في مجلس الأمن على رفع القرارات الدولية عن ليبيا. وكان الجانبان الفرنسي والبريطاني اتفقا على ارجاء التصويت على مشروع القرار أياماً، للافساح في المجال أمام باريسوطرابلس للتفاوض في شأن تعويضات "منصفة" لأسر ضحايا تفجير طائرة "يوتا". وتوجه الوفد الفرنسي، بموافقة حكومية، الى طرابلس الخميس، وأعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان لاحقاً ان بلاده تأمل بالتوصل سريعاً مع طرابلس الى اتفاق "ينصف" ضحايا "يوتا". وقال السفير الليبي في لندن محمد الزوي الجمعة ان بلاده "تسعى الى حوار هادئ مع فرنسا. ويجب على فرنسا أن لا تعرقل الحل في قضية لوكربي. ان مؤسسة القذافي الخيرية التي يرأسها سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ستنظر في طلبات أسر الضحايا لكي نصل الى حل انساني".