أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي مساء أمس الأول التوصل الى اتفاق بين ليبيا واسر ضحايا الاعتداء الذي استهدف الطائرة التابعة لشركة اوتا الفرنسية في 1989، يزيل العقبة الاخيرة لرفع العقوبات التي تفرضها الاممالمتحدة على بلاده. وقال القذافي في خطاب طويل انه تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. مضيفا اتفقنا على التوصل الى صيغة عن طريق مؤسسة القذافي لتسوية مسألة التعويضات. وأكدت مؤسسة الأعمال الخيرية التي يرأسها سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي واجرت المفاوضات بشأن هذا الاتفاق مع ممثلي اسر الضحايا، انها صيغة مرضية للتفاهم. واضافت ان فرنسا ستسعى بموجب هذا الاتفاق لتسوية قضية ستة ليبيين اصدرت محاكم فرنسية احكاما غيابية بحقهم في قضية طائرة ال دي سي 10 التي انفجرت فوق صحراء النيجر في 1989والذين عانت اسرهم كثيرا من الضغوط النفسية لتلك الأحكام. واكد القذافي ان قضيتي اوتا ولوكربي وضعناهما وراء ظهرنا ودخلنا مرحلة جديدة مع الولاياتالمتحدةوفرنسا مؤكدا لنا شرفنا والفلوس لا تهمنا وهكذا دخلنا مرحلة جديدة مع الغرب. واوضح ان عددا كبيرا من الشخصيات تدخلوا لدية في الايام الاخيرة لاقناعه بضرورة التوصل الى اتفاق مع فرنسا. وقال ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي اتصل بي ثم اللواء مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري ورئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وصل الينا قادما من فرنسا. من جهتها أكدت مؤسسة القذافي في بيان التوصل الى صيغة تفاهم مرضية لجميع الاطراف بعد لقاءات عديدة مع اسر ضحايا الطائرة الفرنسية (دي سي 10) ومفاوضات بدأت منذ سنة. واوضحت ان لا علاقة لها في إدارتها واتصالاتها بالدولة الليبية. مؤكدة ان ما تم التوصل اليه مع اسر ضحايا الطائرة هو اتفاق بينهم وبين المؤسسة دون غيرها. واضافت ان توقيت (الاتفاق) لا علاقة له بما يجري في الاممالمتحدة ومجلس الامن الدولي بشأن الغاء العقوبات عن ليبيا. مبينا ان الاتفاق سيساهم في ايجاد حل للمواطنين الليبيين المحكومين غيابيا من المحاكم الفرنسية والذين عانت اسرهم كثيرا من الضغوط النفسية لتلك الأحكام. وتحدث القذافي مطولا في خطابه الذي بثه التلفزيون عن موقف ليبيا واكد مرات عدة ان ليبيا لا علاقة لها باعتداءي لوكربي واوتا. وذكر ان فرنسا تعرف انه لا يحق لها العودة الى هذه القضية والملف مغلق. لكن الرئيس شيراك اتصل بي وذكرني بانه منع عندما كان رئيسا للوزراء في 1986 الطائرات الأمريكية التي قصفت ليبيا من التحليق في المجال الجوي الفرنسي وطلب مني التوصل الى حل. واضاف: قلت له انه اذا اردنا فتح ملف التعويضات فان فرنسا قتلت مليون ونصف مليون جزائري ويجب ان تدفع تعويضات وايطاليا قتلت 700 الف ليبي يجب ان تدفع تعويضات عنهم ايضا. مشيرا الي انه يتفهم ارتباك الرئيس الفرنسي ويريد التوصل الى حل. وتم التوصل الى الاتفاق في ختام زيارة الى طرابلس لممثلي اسر الضحايا الذين عادوا الى باريس مساء الاول. من جانبة اكد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان امس عن الوصول مع الحكومة الليبية الى اسس اتفاق بخصوص التعويض المادي لاسر ضحايا الطائرة المدنية الفرنسية التي فجرت عام 1989 فوق النيجر. وقال لمحطة (ار اف أي) الاذاعية لقد توصلنا الى أسس اتفاقية وبقي ان نقرها رسميا وبصورة نهائية ونحن نأمل ان يحدث هذا الشيء خلال الساعات القادمة. واوضح دوفيلبان ان هذا الاتفاق لا يقتصر على اسر ضحايا الركاب الفرنسيين الذي يبلغ عددهم 54 راكبا فقط بل كل من كان في الطائرة حيث كان هناك ركاب يحملون الجنسيات الايطالية و الامريكية والبريطانية0 ولم تذكر اي معلومات عن قيمة التعويضات. لكن ممثلي الضحايا قالوا انه تم التوصل الى مبدأ دفع تعويضات عادلة ومرضية وقيمة التعويضات ستكون مرضية جدا. وقتل في الاعتداء الذي استهدف الطائرة في 19 سبتمبر 1989 فوق صحراء النيجر 170 شخصا بينهم 54 فرنسيا. دوفيليبان