وصل الى العراق أمس وفد من وزارة الخارجية الايرانية، للمساهمة في جهود تسوية الأزمة بين "التحالف" وأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وكانت طهران أعلنت انها تلقت طلباً رسمياً أميركياً للتوسط في الأزمة الحالية في العراق، وانها بدأت هذه الوساطة عبر ارسال الوفد الذي يرأسه حسين صادقي المدير العام لدائرة الخليج في الخارجية الايرانية. وحذر وزير الخارجية كمال خرازي الإدارة الاميركية من ان مهاجمة مدينة النجف ستجعل واشنطن في مواجهة مع العالم الاسلامي، وستترتب على ذلك "نتائج كارثية". وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الطلب الاميركي تلقته طهران عبر سفارة سويسرا، راعية المصالح الاميركية في ايران، وان الخطوط العامة للوساطة تركز على محاور تهدف الى الخروج بحل منطقي، ومنها ثلاثة اساسية: 1- تعهد القوات الاميركية وقف عملياتها، وعدم مهاجمة النجف. 2- خروج مقتدى الصدر من النجف الى مكان آمن في العراق، وليس خارجه، واعطاء ضمانات اميركية بعدم التعرض له، سواء بالاعتقال أو الاغتيال، وحل "جيش المهدي" التابع له. 3- اعتبار مهاجمة كربلاء والنجف "خطاً أحمر"، وفي حال هاجمت القوات الاميركية المدينتين ستتحمل كامل المسؤولية، بما في ذلك تغيير ايران موقفها. وترددت معلومات تفيد بوجود اقتراح لبعض أطراف مجلس الحكم، يقضي بأن يقبل الصدر تعيين مندوب لمتابعة قضية اتهامه بالتورط بمقتل رجل الدين الشيعي عبدالمجيد الخوئي. وهذه المعطيات ستكون محور محادثات وفد الخارجية الايرانية مع مجلس الحكم والمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، بالإضافة الى الصدر. وحرصت طهران على قطع الطريق أمام احتمال لجوء الصدر اليها، اذ أكد خرازي ان "الأمر مرفوض وغير مطروح للبحث". وحول الوساطة، قال الوزير بعد اجتماع للحكومة الايرانية امس: "لدينا رسائل متبادلة مع الأميركيين حول العراق عبر السفارة السويسرية، وطلبت منا الإدارة الاميركية المساعدة في اعادة الهدوء الى العراق، ونبذل جهودنا في هذا الاتجاه". وشدد على ان المحادثات المباشرة مع واشنطن ما زالت مقطوعة، لأن ايران "وصلت الى نتيجة عبر المحادثات السابقة، مفادها ان الاميركيين لا ينفذون ما يتفق عليه". وحذر خرازي الادارة الاميركية من عواقب مهاجمة القيادات الدينية في كربلاء والنجف، وذكّر بتحذير واضح وجهه الى الأميركيين السيستاني، واضاف: "نأمل بعدم حصول هذه الهجمات لأن القوات الاميركية ستجد نفسها في مواجهة مع العالم الاسلامي، وستكون لذلك عواقب وخيمة، بل كارثة كبيرة". في الوقت ذاته، شبه المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي اعمال الرئيس جورج بوش "في مهاجمة الشعب في العراق" بأعمال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عبر "مهاجمة الشعب الفلسطيني في فلسطين". واكد لدى استقباله حشداً من رجال الدين والمواطنين الايرانيين ان "نتيجة الاحتلال الاميركي ستكون الهزيمة لقواته".