يتوقع ان تتخذ غالبية النواب في البرلمان القبرصي التركي الجمعة المقبل قراراً يدعم اجراء استفتاء حول خطة الاممالمتحدة لتوحيد الجزيرة، فيما دانت الحكومة القبرصية المعترف بها دولياً مواقف انقرة "المتناقضة" من الخطة. ويفترض ان يتوجه الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش برفقة رئيس الوزراء درويش ايروغلو ورئيس البرلمان القبرصي التركي زكي سيرتر اليوم الى انقرة لاجراء محادثات مع القادة الاتراك حول خطة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وتأييداً لهذه الخطة، تظاهر نحو 2500 شخص أمس امام برلمان جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى انقرة، فيما كان النواب يعقدون جلسة مغلقة لمناقشة اقتراحات انان الذي زار الجزيرة الاسبوع الماضي. ووعد القادة القبارصة اليونانيون والاتراك بالتوجه الى لاهاي في العاشر من آذار مارس الجاري للرد على طلب الاممالمتحدة اجراء استفتاء في شطري الجزيرة حول خطة السلام الدولية. وأفادت مصادر برلمانية ان غالبية نواب البرلمان القبرصي التركي الذي يعد 48 نائباً، سيصوتون خلال جلسة مغلقة الجمعة المقبل الى جانب اجراء استفتاء في شمال الجزيرة. ولم يعلن حزب الاتحاد الوطني وسط يمين الشريك الرئيسي للحكومة برئاسة ايروغلو، موقفه بعد. لكن عدداً كبيراً من نوابه ال24 يؤيدون اجراء استفتاء. واشار مراقبون الى ان قرار البرلمان القبرصي التركي سيكون ايضاً رهن اتصالات دنكطاش في انقرة. وكان هذا الاخير اعلن مراراً معارضته للاستفتاء، لكن الحكومة التركية بزعامة حزب "العدالة والتنمية" لم تبت بعد لا مع الاستفتاء ولا ضده. وعلى رغم حصوله على دعم الجيش التركي الذي ينشر نحو 35 ألف رجل في القسم الشمالي من الجزيرة، يبدو ان دنكطاش فقد الدعم القوي من حكومة انقرة التي تتهمه بالتعنت. لكن الناطق باسم الحكومة القبرصية اليونانية الجديدة كيبروس كريزوستوميدس اعتبر ان "ثمة رسائل سياسية متناقضة تصدر من تركيا"، في اشارة الى دعم وزير الخارجية التركي يشار ياكيش لدنكطاش الذي يعارض خطة الاممالمتحدة فيما يدعمها زعيم الحزب الحاكم في تركيا رجب طيب اردوغان. واوضح الناطق ان اردوغان "يحاول من جهة اقناعنا بأن الحكومة التركية تريد حلاً للمشكلة القبرصية، ومن جهة أخرى يعلن ياكيش دعمه لسياسة دنكطاش". وحذر انان الجمعة الماضي القادة القبارصة الاتراك واليونانيين من وضح حد لمساعيه الحميدة في حال استمروا برفض خطته. وكان الموعد الاخير اصلاً للرد على خطة الاممالمتحدة في 28 الشهر الماضي لاتاحة الفرصة لاجراء استفتاء حول توحيد الجزيرة. وكان مفترضاً ان توقع الجزيرة الموحدة على معاهدة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في 16 نيسان ابريل المقبل لتصبح سارية المفعول في أيار مايو 2004. وتنص خطة انان التي تم تعديلها مرتين منذ تشرين الثاني نوفمبر، على اقامة دولة فيديرالية شبيهة بالنموذج السويسري.