سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجميل ل"الحياة": المنحى في العاصمة خطير والمؤشرات توحي بأن المجلس البلدي سيضم موالين لرئيس الحكومة . لائحة "التوافق البيروتي" تضم حزبيين و"حزب الله" يتريث
قبل خمسة ايام من موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والجنوب، اعلن المهندس عبدالمنعم العريس في مؤتمر صحافي امس في نقابة الصحافة، اسماء لائحة "التوافق البيروتي" وبرنامجها. وهي مدعومة من رئيس الحكومة رفيق الحريري والنائب تمام سلام والاحزاب الارمنية وحزب الكتائب وتيار "القوات اللبنانية" المحظورة والوزير السابق فؤاد بطرس وعائلات بيروتية. وضمت 23 عضواً وتركت مقعداً خالياً في انتظار حسم "حزب الله" موقفه. وتلا العريس بياناً اوضح فيه ان "اللائحة جاءت نتيجة اتصالات واسعة شملت الكثير من المرجعيات الوطنية والقيادية السياسية والهيئات المهنية والتجمعات العائلية، فحملت مباركة توافقية منها". وشدد على "مشاعر التوافق التي ميزت العائلات الروحية في بيروت". ورأى ثلاثة ابعاد جديدة للتجربة البلدية في العاصمة هي "اتاحة الفرصة لأبناء المدينة لاختيار مجلسهم البلدي والدفع بالعمل البلدي في اتجاه ادارة مدنية شفافة وعصرية وفاعلة، ورعاية تقاليد العاصمة في التوافق والتوازن وصون مقتضيات المواطنية والوفاق". وقال ان اللائحة روعيت فيها معايير "التمثيل الصحيح للمجتمع المديني، والكفاية والخبرة والسمعة الحسنة وارادة العمل العام والبلدي والامانة على التوازن الوطني والتصميم على ادخال بيروت زمن التحديث". اما اعضاء اللائحة فهم الى العريس: عن السنّة رلى العجوز وسليم عيتاني وعمار حوري وهشام سنو وعصام برغوت الجماعة الاسلامية ومحمد خير القاضي وأحمد خالد حلّ محل محيي الدين القيسي الذي اعتذر في اللحظة الاخيرة عن عدم خوض الانتخابات. وعن الارثوذكس كمال بخعازي وعادل بطرس وتوفيق كفوري وحليم فياض. وعن الموارنة جوزيف سركيس مقرّب من "القوات" ورشيد جلخ وهو عضو في الرابطة المارونية. وعن الاقليات برنار جرباقة كتائبي. وعن البروتستانت سامي نصر. وعن الكاثوليك سامي رزق. وعن الدروز فؤاد العود مقرّب من الوزير وليد جنبلاط. وعن الارمن ابراهام ماتوسيان وأروجان قنطارجيان وروبير ابرط. وعن الشيعة عماد بيضون وفادي شحرور مقرّب من الرئيس نبيه بري. وترك المقعد الثالث الشيعي خالياً في انتظار معرفة مصير المفاوضات مع "حزب الله". وتردد ان عزوفه عن خوض الانتخابات مع اللائحة سيفتح الباب امام خيارين: الإبقاء على المقعد خالياً او ضم مرشح شيعي بديل. وهذا ما يطالب به الرئىس بري الذي طرح اسم المحامي عبدالإله صفا. وفي ردّ على سؤال عن غياب مرشح "حزب الله" عن المؤتمر الصحافي، قال العريس "دخلنا بلائحة واحدة مكتملة ولكن لا نعرف ماذا حصل ولم نستطع الاتصال بالمرشح، ولم يكشف عن اسمه". وعلمت "الحياة" ان ابقاء المقعد الرابع والعشرين خالياً يعود الى عدم التوصل حتى امس الى اتفاق بين رئيس الحكومة وقيادة "حزب الله". وقالت مصادر سياسية ان الحزب يدرس عرضاً بأن يسمّي مرشحاً عنه في اللائحة التوافقية، وكان جوابه الأولي انه يملك قوة انتخابية في بيروت تستدعي تمثيله بأكثر من مرشح. وأضافت ان هناك من يرجح مبادرة الحزب بخوض الانتخابات منفرداً إلا اذا توافق ضمناً مع "لائحة بيروت" برئاسة فاخوري. ولم تستبعد ان يقرر الحزب خوض المعركة منفرداً لأن لديه حلفاء وأصدقاء كثراً يهمه الحفاظ عليهم لضمان تأييدهم في الانتخابات النيابية المقبلة بدلاً من ان يضمن مقعداً بلدياً في مقابل تراجع علاقته مع الآخرين. وسبق اعلان اللائحة اجتماع لكتلة القرار الوطني النيابية برئاسة الحريري الذي اطلعها على مراحل المشاورات التي اجراها لتأمين التوافق على لائحة ائتلافية، وأكد "اهمية التوازن المتوافق عليه لتتمكن بيروت من مواصلة أداء دورها في الحفاظ على أسس الوحدة الوطنية والعيش الواحد". ولاحقاً جال اعضاء لائحة "التوافق" على الرئىس الحريري والنائب سلام والوزير السابق بطرس. فاخوري ويعقد رئيس "لائحة بيروت" عبدالحميد فاخوري مؤتمراً صحافياً اليوم لاعلان اسماء اعضائها. وعلمت "الحياة" انها ستكون مكتملة وتضم ممثلين عن العائلات البيروتية والتيارات السياسية ومنها التيار العوني الذي عُرف اسم عمر بارودي من مرشحيه. وتلقى اللائحة دعماً من النائب نجاح واكيم والحزب الشيوعي وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الاحباش، وتضم مرشحين من "ندوة العمل الوطني" التي اسسها الرئيس سليم الحص. وفي حين اخذ العماد ميشال عون على الحكومة "انها تعمل تحت اطار شكلي من الديموقراطية، فارغ المعنى والمضمون وتفصّل قوانين الانتخابات على قياس مصالحها وغاياتها"، اقترح "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" التيار العوني "حلاً سريعاً وحاسماً للانتخابات في بيروت، يقوم على تأجيل الانتخابات وتقسيم بيروت دوائر". ودعا السلطة الى "التراجع عن المنطق الفوقي في التعامل مع الناس". وأكد اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية اثر اجتماعه الدوري ان العاصمة "امام استحقاق تاريخي كي يثبت ابناؤها ان الوفاق والتوازن والعيش المشترك من صميم تجربتهم وفكرهم". الجميل ورأى الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل في حديث الى "الحياة" في باريس ان من اسباب مشاركته في الانتخابات البلدية "عدم قدرة الدولة على التأثير فيها مثلما فعلت في الانتخابات النيابية". وأضاف ان "ما اظهرته النتائج اوجد ديناميكية جديدة في البلاد وأكد ان اللبناني متشوق الى حمل مسؤولياته بنفسه وتنبيه الدولة الى مخاطر نهجها"، مشيراً الى ان "الدولة لن تستطيع مستقبلاً تجاهل الوثبة الطبيعية التي بدت عبرها". وعن مشاركته في الانتخابات بعد سنوات من المقاطعة، قال "لكل ظروف احكامها والمرحلة التي اعقبت الحروب العبثية وتسلط الدولة والممارسات البوليسية جعلت من اي محاولة لأداء دور سياسي مباشر ضرباً من المستحيل او الانتحار". وتحدث عن "اعتماد قانون انتخابي اعرج واستغلال السلطة للقضاء ولغيره، للضغط على المواطنين اضافة الى وضع قانون اعلامي لا يخدم سوى مصلحة الدولة. فكل هذه المعطيات جعلت من الصعب اداء دور فاعل وعلني، مما جعل دورنا مقتصراً على تعبئة ما امكن من قوى محلية وقادرة على تشكيل رأس جسر للوقت المناسب، واعتبر انه بعد فشل الدولة وبعدما اصبح من المتعذر على المواطن تحمل الممارسات السلطوية وبعدما تشرذمت قوى الحكم بالذات، انطلقت المعارضة من الداخل مما فتح المجال امام القوى الفاعلة للظهور مجدداً". ورأى ان نتائج انتخابات بشري، "تعبّر عن قلق مستمر في الوسط المسيحي، وتؤكد ان "المظلوم" يجلب دائماً تأييد المواطنين، فالمحاكمة السياسية للدكتور سمير جعجع قائد "القوات اللبنانية" المحظورة لا تخدم مصلحة الوطن والوفاق الوطني الذي تدعي الدولة العمل من اجله. والقلق نفسه الذي بدا عبر انتخابات بشري سيجرّ نفسه على الانتخابات المقبلة في بيروت التي قد تشهد اقصاء كاملاً للفئات المسيحية لمصلحة مرشحين مسيحيين مفروضين من السلطة، في اطار لائحة ائتلافية، ستكون بمثابة لائحة ترضية". وقال ان المنحى الذي يطغى على انتخابات بيروت "شديد الخطورة في ظل التسلط والاقصاء اللذين يولّدان قهراً قد يثير ردود فعل متعددة، وفي ظل المؤشرات الى ان مجلس العاصمة سيضم موالين لرئيس الحكومة الذي لديه مصالح مباشرة في شركة "سوليدير"، مما يوجد تناقضاً في المصالح بين السلطة والشركات التجارية والمصالح المالية". واستبعد امكان ان تؤدي التحالفات التي اقدم عليها في اطار الانتخابات البلدية الى عقبات امام استمرار "التجمع الوطني" الذي يضمه الى العماد ميشال عون ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون. وقال "انه يستند الى تفاهم على عدد من المسلمات الوطنية". وتمنى لو اتسع نطاقه ليشمل ايضاً القضايا الميدانية. لكنه اشار الى ان "هناك صعوبات تعترض العمل الميداني لأن التيار العوني مشرذم ولا يشكل حزباً منظماً وثمة تباينات داخله. وهناك تجانس اكبر مع الوطنيين الاحرار لجهة منهجية العمل الحزبي والممارسة على الارض". الجنوب وفي صيدا شكّلت لائحة مدعومة من النائبة بهية الحريري و"الجماعة الاسلامية" والدكتور عبدالرحمن البزري، تتويجاً لاجتماع مطوّل عقد في منزل آل الحريري في مجدليون، يترأسها غسان المجذوب، في مقابل لائحة منافسة مدعومة من النائب مصطفى سعد رئيس التنظيم الشعبي الناصري بالتعاون مع ممثلين عن العائلات والقوى الحزبية في المدينة. وتوصل "حزب الله" و"حركة أمل" بالتعاون مع العائلات الى ائتلاف في بلدة خربة سلم قضاء بنت جبيل برئاسة فؤاد دبوق تردد انها تضم ممثلين عن الحزب الشيوعي.