رحب الرئيس جورج بوش بخطة "فك الارتباط" الاسرائيلية، معتبراً أنها "لا تشكل بديلاً من خريطة الطريق وانما مكملاً لها". وقال في مؤتمر صحافي مع الرئيس حسني مبارك ان الانسحاب الاسرائيلي من غزة "سيكون تطوراً ايجابياً". واضاف: "نعتقد ان مستقبل الشرق الاوسط ومستقبل العراق مرتبطان بشكل وثيق... ومن حق شعوب الشرق الاوسط الكبير أن تعيش بأمن وسلام وازدهار وحرية". من جانبه، قال مبارك ان "اي انسحاب من الاراضي المحتلة سيلقى تقديراً عالياً". راجع ص 5 وكان بوش استقبل مبارك في مزرعته في كروفورد حيث بحث معه في ملفي الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي والمشاريع الاميركية للاصلاح في المنطقة. وجاء اللقاء في وقت أكدت مصادر اسرائيلية رفيعة ان الولاياتالمتحدة واسرائيل لم تتوصلا الى اتفاق على صيغة "رسالة الضمانات" التي سيسلمها بوش الى رئيس الوزراء ارييل شارون خلال اجتماعهما غداً في واشنطن، موضحة ان الخلافات ما زالت مستمرة في قضيتي اللاجئين والحدود، اذ ترفض اميركا الغاء حق العودة وحدود عام 1967 الفاصلة بين الضفة واسرائيل، وتفضل ترك هاتين المسألتين للمفاوضات النهائية بين الفلسطينيين واسرائيل. من جانبها، سارعت السلطة الفلسطينية الى اعلان رفضها اي وعود أو ضمانات تقدمها الولاياتالمتحدة لاسرائيل وتجحف بقضايا الحل النهائي، خصوصاً رسم الحدود ومستقبل القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين. وحدد وزير الخارجية نبيل شعث ثلاثة تحفظات عن خطة شارون: ألا يؤدي الانسحاب الاسرائيلي من القطاع الى الاجحاف بالحل النهائي، وألا تعود اسرائيل الى تنفيذ عمليات عسكرية من المناطق التي تنسحب منها، وأن تشكل خطة الانسحاب مدخلاً لتطبيق "خريطة الطريق" والعودة الى المفاوضات من خلال وقف متبادل للنار والانسحاب الى المناطق التي كان الجيش عندها ما قبل الانتفاضة. في غضون ذلك، اعلن رئيس جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة رشيد ابو شباك ان حركة "فتح" تنوي اجراء "انتخابات داخلية على مستوى قطاع غزة كله" في الايام القليلة المقبلة. وكانت اللجنة المركزية ل"فتح" عقدت اجتماعا في رام الله ناقشت خلاله التحضيرات لعقد المؤتمر العام السادس للحركة. وتهدف هذه الخطوة الى ترتيب الاوضاع الداخلية للحركة وتعزيز مواقعها في الشارع الفلسطيني خصوصا في ضوء الحديث عن انسحاب اسرائيلي مرتقب من غزة. ميدانياً، احبطت قوات الاحتلال هجوماً استهدف مستوطنة "نتساريم" جنوبغزة، وقتلت مهاجمين فيما نجا ثالث. واللافت في الهجوم ان ثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة تبنته هي "كتائب القسام" التابعة ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"سرايا القدس" الجهاد و"كتائب شهداء الاقصى" فتح، ما عكس تقارباً ووحدة ميدانية بين الفصائل المسلحة في وقت تسعى الفصائل الى تكريس الوحدة السياسية.