روج رئيس الوزراء الاسرائيلي أرئيل شارون مساء أمس لدعاية السلام الاسرائيلي محاولا تدعيم أجواء التفاؤل التي أعقبت وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، زاعما أن العام الذي سيحل بعد أسبوعين سيكون تاريخيا لتحقيق اختراق اسرائيلي مع الفلسطينيين استنادا لخطة الانسحاب من قطاع غزة، لكن ما تعتبره اسرائيل تاريخيا ليس كذلك على الجانب الفلسطيني لأن شارون استبعد حق العودة للاجئين الفلسطينيين في الشتات والانسحاب الى حدود ما قبل حرب حزيران يونيو 1967م. وقال أثناء ندوة في هرتزيليا شمال تل ابيب ان العام 2005 يحمل امكانية تاريخية لتحقيق اختراق مع الفلسطينيين ننتظره منذ عدة أعوام. واضاف ان حجر الزاوية في هذا الاختراق هو خطة الانسحاب الاحادي من قطاع غزة التي تريد اسرائيل ان تطبقها كما هو مقرر، اسرائيل مستعدة لتنسيق خطة انسحابها من قطاع غزة مع حكومة فلسطينية في المستقبل وان ذلك قد يفتح الطريق امام اتفاق سلام اوسع. وادعى: سنتمكن من التوصل الى ترتيب اسرائيلي فلسطيني يكون قاعدة لتعايش دولتين لاعوام طويلة.. نحن على استعداد لتقديم تنازلات مؤلمة جدا جدا، لكننا لن نقدم اي تنازل على المستوى الامني.. هناك فرصة فريدة للتوصل الى ايجاد حل، ولا يعلم احد متى ستتوفر هذه الفرصة مجددا. وقال شارون بنبرة من التفاؤل أمام مؤتمر هرتزليا الذي يعقده معهد السياسة والاستراتيجية في هرتزليا سنعمل على أن يكون العام المقبل عام الفرصة وليس عام تفويت الفرصة مشيرا إلى أن مبادرة فك الارتباط في غزة من جانب واحد سيكون لها الكثير من الثمار السياسية لاسرائيل .. وأن تنفيذ خريطة الطريق سيتم بالاتفاق التام. ومما يؤكد للفلسطينيين عدم وجود بشائر كبرى في كلمة شارون استبعاده عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى فلسطينالمحتلة واستبعاده أيضا الانسحاب إلى حدود عام 1967 أو التخلي عن القدسالشرقية بشكل نهائي وتأكيده على استمرار الكتل الاستيطانية. وتجعل اسرائيل من هذه القضايا عقبات كبرى أمام التوصل الى أية تسوية نهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وفي الوقت الذي هاجم إيران وسوريا أشار شارون إلى وجود تعاون وثيق مع مصر قائلا: لدينا قنوات اتصالات وحوار مفتوح مع الحكومة المصرية ونتوقع تعاونا في المجال الامني مع مصر بصورة كبيرة. وأضاف: مصر ستتعاون معنا من اجل تحقيق الامان في غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منها. كما بارك عودة الدرزي عزام عزام الذي كان يقضي حكما بالسجن في مصر لادانته بالتجسس لحساب إسرائيل معربا عن شكره للرئيس المصري حسني مبارك. وزعم ان هناك فرصة لاقامة علاقات مع السلطة الفلسطينية بعد وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات معربا عن أمله في أن يتخلى القادة الفلسطينيون الجدد عن طريق الارهاب. وكان شارون قد أعرب عن تحفظه أمس الأول الاربعاء بشأن دعوة وزير الخارجية الاسرائيلي بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط.