اعلنت الحكومة الفلسطينية بعد اجتماع لها امس أنها اتخذت "قراراً نهائياً" بتسلم المناطق التي تخليها القوات الاسرائيلية، على ان تقوم بكل "الالتزامات المترتبة على ذلك"، موضحة ان الجانب الاسرائيلي وافق على الانسحاب من غزة وبيت لحم. وعلى خط مواز، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خلال اجتماع حكومته امس استعداده لسحب قواته من شمال قطاع غزة وضواحي بيت لحم في مقابل التزام فلسطيني بتولي المسؤولية الامنية في المنطقتين. ووسط اجواء من التفاؤل بانسحاب اسرائيلي وشيك، اخذت تتبلور ملامح حملة اميركية ضد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، انعكست في دعوة الرئيس جورج بوش المجتمع الدولي الى اعتماد "الشدة والحزم" مع الحركة، ثم تصريح سيناتور بأن قوات اميركية قد تضطر الى المساهمة في "اقتلاع الارهاب" الذي تقوده "حماس" اساساً. وتناغمت هذه الحملة مع تأكيد شارون تلقيه "شرعية" من واشنطن لملاحقة "القنابل الموقوتة" واستهداف الحركة. راجع ص 5 و6 على رغم ذلك، توقعت مصادر فلسطينية واسرائيلية بدء انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة خلال الساعات او الايام القليلة المقبلة، في حين نقلت صحيفة "هآرتس" في موقعها على الانترنت عن اوساط امنية ان اسرائيل تنتظر اقتراحاً فلسطينياً تفصيلياً في شأن نقل المسؤولية الامنية عن قطاع غزة الى السلطة، وانه في حال سارت الامور على ما يرام، فإن الانسحاب قد يتم في غضون الاسبوع الجاري. وكان مقرراً ان يعقد الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي اجتماعاً امنياً ثانياً مساء امس، لكن لم تعلن هوية المشاركين فيه، ولا يستبعد ان يقتصر على قادة ميدانيين. ويجري اللقاء في وقت بدأ المبعوث الاميركي الذي سيرأس لجنة الرقابة الاميركية جون وولف، مهمة في المنطقة لضمان تنفيذ بنود "خريطة الطريق". واعلنت اسرائيل انها تستقبله ب"وثيقة مبادئ" تؤكد ان التحفظات الاسرائيلية ال 14 على الخريطة جزء لا يتجزأ منها. اتصالات الوفد المصري كذلك يواصل الوفد المصري الموجود حالياً في غزة مساعيه للتوصل الى هدنة مع الفصائل الفلسطينية، اذ عقد اجتماعاً مع قياديين في حركة "فتح" وقادة في الاجهزة الامنية، تلاه اجتماع منفرد مع الزعيم الروحي ل"حماس" الشيخ احمد ياسين، قبل ان يجتمع الوفد مع الحركة ثم حركة "الجهاد" وباقي التنظيمات الفلسطينية في غزة. ومن المقرر ان يصل رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن الى غزة للمشاركة في حوار الهدنة. وتتعرض "حماس" لضغوط شديدة للموافقة على الهدنة، ليس اقلها اعلان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور ريتشارد لوغر ان واشنطن تدرس احتمال ارسال قوات الى المنطقة، لكن لم تقرر بعد اذا كانت ستعمل كقوات اميركية او بشاركة من حلف شمال الاطلسي، واضاف: "علينا الحذر في شأن استعمال قوات اميركية، لكن اذا كانت المهمة اقتلاع الارهاب، فإن مشاركة قوات اميركية واردة بالتأكيد". دو فيلبان من جانبه، اعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان امس ان بلاده ستقترح على اللجنة الرباعية خلال اجتماعها في عمان قريباً "درس امكان نشر قوة فصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لنرى ما يمكن ان تحققه ميدانياً، واذا تبين ان جميع الاطراف يرغب في ذلك وان انتشار قوة تدخل سيسمح بالقضاء على المجموعات الارهابية او التحرك منع حصول مزايدات، عندها فلنتخذ قرارنا".