جددت سورية رفضها "اعادة التفاوض" حول اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي وادخال تعديلات جديدة على مسودة الاتفاق المتفق عليها مع المفوضية الاوروبية في نهاية العام الماضي. وابلغ معاون وزير الخارجية السوري وليد المعلم هذا الموقف الى الحكومة البريطانية خلال زيارته الرسمية تلبية لدعوة من وزير الدولة لشؤون الشرق الاوسط البارونة اليزابيث سايمونز ل "الحوار حول جميع القضايا". وكانت سورية والمفوضية الاوروبية توصلتا في 9 كانون الاول ديسمبر الماضي الى الاتفاق على جميع بنود اتفاق الشراكة بما فيها جدول تحرير التجارة المتبادلة وموضوع حقوق الانسان والحوار السياسي وبند يتعلق بأسلحة الدمار الشامل. لكن بريطانيا تزعمت تيارا اوروبيا لم يوافق على الصيغة المتعلقة بملف اسلحة الدمار الشامل وطالبت مع المانيا وهولندا بادراج بند يتضمن بنودا تفصيلية ل "المراقبة" وتوقيع جميع الاتفاقات الدولية المتعلقة به وتصديق الاتفاقات الموقعة. وقالت "الوكالة السورية للانباء" سانا ان سايمونز ابلغت المعلم "رغبة بلادها بمتابعة الحوار البناء القائم مع سورية وتعزيز التعاون بين البلدين". ونقلت "سانا" عن المعلم قوله ان "سورية تقدمت بمشروع قرار الى مجلس الامن الدولي يدعو الى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية باكملها من اسلحة الدمار الشامل لايمانها بان ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة"، لافتا الى ان "استثناء اسرائيل التي تحتل اراضي عدد من الدول العربية وتمارس كافة انواع البطش والقمع ضد ابناء الشعب الفلسطيني يعني الاخلال بالامن والاستقرار" في الشرق الاوسط. ويعتبر مسؤولون سوريون ان المبادرة السورية الهادفة الى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل "الجواب السوري" على مطالب الدول الاوروبية بادخال تعديلات على بند اسلحة الدمار الشامل في اتفاق الشراكة. وقالت مصادر سورية ل "الحياة" ان دمشق تعمل على تحويل هذه المبادرة الى "مبادرة عربية" خلال القمة العربية المقررة نهاية الشهر الجاري في تونس. وقال المعلم ان دمشق أبلغت المفوضية الأوروبية ان اتفاق الشراكة انجز "ونحن غير جاهزين لإعادة التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه، وما زال هذا هو موقفنا بغض النظر عن اعتراضات بعض الأعضاء"، مشيراً الى ان ما تم الاتفاق عليه "متكامل ومتوازن يحقق مصالح الطرفين".