كشفت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة الدكتور جون قرنق، أنها عرضت وثيقة جديدة، على الحكومة السودانية خلال محادثات السلام بينهما في كينيا، بهدف التوصل إلى اتفاق على قضايا المناطق الثلاث جبال النوبة وابيي وجنوب النيل الازرق. وفي موازاة ذلك، اتهمت "حركة تحرير السودان"، التي تنشط في غرب السودان، القوات الحكومية بقتل أكثر من 60 مدنياً في "مجزرة جديدة"، وأعلنت ان قواتها قتلت اكثر من 200 جندي حكومي في معارك جرت أمس جنوب دارفور. أكد الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر عرمان ل"الحياة" أن "الحركة" التي يتزعمها الدكتور جون قرنق عرضت في المفاوضات الجارية مع الحكومة السودانية في منتجع نايفاشا الكيني، خلال اليومين الماضيين "وثيقة مكتملة في محاولة جديدة للوصول إلى حل قضايا المناطق الثلاث" المهمشة جبال النوبة وابيي وجنوب النيل الازرق". ورفض عرمان كشف تفاصيل الوثيقة، لكنه قال إنها "تحمل رؤية الحركة في شأن كل قضايا المناطق الثلاث"، واصفاً اياها بأنها "معقولة وتشكل مساهمة جيدة للوصول إلى اتفاق، خصوصاً في ظل وجود تقارب في المفاوضات على منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق... وكنا بصدد توقيع اتفاق حولهما". واعتبر عرمان "ان الوقت المحدد لجولة التفاوض الجارية يكفي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل"، وأن "حل قضايا المناطق الثلاث يفتح الباب أمام الاتفاق النهائي". وقال: "نرى أن اتفاق السلام أصبح أمراً ضرورياً لا بد منه لشعبنا وان قضايا المناطق الثلاث ليست أكثر صعوبة من الترتيبات العسكرية وقسمة الثروة ووقف الاعمال العدائية" التي وقعت اتفاقات في شأنها خلال جولات سابقة. واعتبر ان "اتفاق السلام منطقة وسطى بين ثوابت النظام الحالية وطموحات القوى المعارضة تؤدي إلى التحول الديموقراطي". وكانت الحكومة السودانية رويترز ربطت التوصل الى اتفاق سلام بموافقة "الحركة الشعبية" على التخلي عن منطقة ابيي. وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الخميس رداً على سؤال عما اذا كان تكهن وزير الخارجية الاميركي كولن باول بالتوصل الى اتفاق سلام بحلول نهاية الشهر الجاري واقعياً: "نعم ان ذلك ممكن اذا كان الطرف الآخر الحركة الشعبية مستعداً لتقديم تنازلات". واضاف ان مصير محادثات السلام معلق على وضع منطقة ابيي المنتجة للنفط. وأبلغ اسماعيل الصحافيين في السفارة السودانية في القاهرة ان السودان يريد أيضاً اجراء محادثات سلام هذا الشهر في محاولة لإنهاء حرب أهلية أخرى ضد المتمردين في منطقة دارفور القاحلة. وفي هذا الاطار، نقل إلى "الحياة" الأمين العام ل"حركة تحرير السودان" التي تنشط في غرب السودان، مني اركو مناوي "ان القوات الحكومية وميليشيات الجنجاويد ارتكبوا مجزرة جديدة في منطقة طويلة الواقعة بين كتم والفاشر في شمال دارفور أمس". وأوضح أن 66 مدنياً قتلوا في المجزرة ومن بين الضحايا والد رئيس وفد "الحركة" إلى مفاوضات ابشي مع الحكومة عبدالله حسب الله الذي يبلغ من العمر مئة سنة وسنتين. واعتبر المتمردون المجزرة "عملاً منظماً في إطار التطهير العرقي، ومقتل حسب الله يؤكد نيات الخرطوم". إلى ذلك، أكد مناوي ان اكثر من 300 جندي حكومي قتلوا في مكمن نصبته قواته لقافلة من القوات الحكومية على بعد 40 كلم إلى الجنوب من مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور. وأشار الى مقتل 120 من القوات الحكومية وميليشيا الجنجاويد الموالية لها في شرق جبل مره، جنوب دارفور في معركة اخرى. على صعيد آخر، أصدر رئيس المجلس المركزي ل"قوات التحالف السودانية" الدكتور عبدالعزيز عثمان قراراً بتجميد نشاط المكتب القيادي، بما في ذلك قائد التنظيم العميد عبدالعزيز خالد، في إطار الصراعات المحتدمة بين قيادات التحالف. كما دعا إلى عقد مجلس مركزي في 19 الشهر الجاري لحسم الخلافات. ووجه خالد اتهامات لمناوئية، ومن بينهم المسؤول السياسي الدكتور بشير محمد أحمد، بالتآمر ومحاولة التأثير على علاقته بدول الاقليم.