تحسن سعر اليورو أمام الدولار أمس بعدما أشار رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه الى توافر فرص نمو مواتية في منطقة اليورو خلال النصف الثاني من سنة 2004. وكان تريشيه يتحدث في مؤتمر صحافي عقب اعلان البنك المركزي الاوروبي انه قرر ابقاء أسعار الفائدة عند اثنين في المئة من دون تغيير، كما كان متوقعاً. وفي خطوة مماثلة قرر بنك انكلترا المركزي ابقاء سعر الفائدة الرئيسية من دون تغيير عند اربعة في المئة. وتترقب الاسواق تصريحات كبار المسؤولين عن الشؤون النقدية في منطقة اليورو بحثاً عن اشارة الى احتمالات تخفيف قيود الائتمان في الشهور المقبلة اذا تعثر النمو الاقتصادي. وأدت تكهنات بخفض الفائدة على اليورو لحفز النمو الاقتصادي في منطقة اليورو الى تراجع العملة الاوروبية الموحدة مقابل الدولار والاسترليني وعدد من العملات الأخرى خلال الأيام القليلة الماضية. لكن تصريحات تريشيه أمس لم تشر الى احتمال خفض الفائدة، اذ قال انه يتوقع ان تتحسن الصادرات الاوروبية في النصف الثاني من السنة الجارية والسنة المقبلة، وفسرت الاسواق هذه التصريحات بأن البنك المركزي الاوروبي لا يعارض سعر اليورو المرتفع. وجاء قرار عدم تغيير الفائدة على رغم الانخفاض غير المتوقع في معدل التضخم، اذ حقق البنك المركزي الاوروبي هدفه المتمثل في استقرار الاسعار بأسرع من المتوقع، والنمو البطيء. وترك بنك انكلترا المركزي أمس سعر الفائدة الرئيسية، التي تعرف باسم"ريبو"اعادة شراء الاوراق المالية، من دون تغير عند اربعة في المئة بعد شهر من رفعه بمقدار ربع نقطة مئوية وللمرة الثانية منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي. لكن الاقتصاديين يقولون أن رفع الفائدة على الاسترليني ليس سوى مسألة وقت، نظراً الى عدم تباطؤ نمو اسعار المنازل والطلب الاستهلاكي في بريطانيا، كما كان يأمل بنك انكلترا، وقوة الاسترليني. ومع تزايد المؤشرات على تزايد قوة الاقتصاد تتعزز احتمالات رفع سعر الاقتراض الشهر المقبل أو في أيار مايو المقبل مع مساعي البنك للحد من ضغوط التضخم. وبلغ سعر اليورو بعد ظهر أمس في الاسواق الاوروبية 1.2238 دولار مقابل 1.217 دولار أول من أمس، وتراجع في الساعات التالية من التعامل الى 1.2166 دولار. وبلغ سعر الاسترليني1.8267 دولار مقابل 1.828 دولار، في حين سجل الدولار 110.61 ين مقابل 110.06 ين في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس. وأظهرت بيانات حكومية أمس أن عدد الاميركيين المتقدمين بطلبات للحصول على اعانات بطالة انخفض للمرة الاولى بدرجة متواضعة، مثلما كان متوقعاً في الاسبوع الماضي، في الوقت الذي تترقب فيه الاسواق تقرير البطالة لشهر شباط فبراير الذي سيصدر اليوم. وقالت وزارة العمل ان طلبات الحصول على اعانات بطالة للمرة الاولى انخفضت سبعة الاف الى 345 الفاً في الاسبوع الذي انتهى في 28 شباط، تماماً كما توقع المحللون. وتنتظر الاسواق اليوم صدور تقرير الوظائف والبطالة الشهري في الولاياتالمتحدة للتعرف على اتجاه سعر الفائدة على الدولار. وتشير التوقعات الى ان التقرير سيظهر زيادة عدد الوظائف الجديدة بأسرع معدل منذ ثلاثة أعوام.