ارتفع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار واليورو صباح امس قبل صدور قرارين مرتقبين الخميس من"بنك انكلترا"المركزي و"البنك المركزي الاوروبي"في شأن أسعار الفائدة، وسط تكهنات متضاربة عن تثبيت الفائدة على الاسترليني عند 4 في المئة وتعديلها انخفاضاً على اليورو. وباستثناء اقتصادي واحد توقع 45 اقتصادياً شاركوا في استطلاع ل"رويترز"ان تبقي لجنة رسم السياسة النقدية في"بنك انكلترا"أسعار الفائدة من دون تغيير. وقال فاتح يلمظ من"بنك اوف اميركا"ل"رويترز"صباح امس"لا تزال هناك احتمالات لرفع أسعار الفائدة... لا نتوقع ان يرفع البنك أسعار الفائدة هذا الاسبوع لكن الاحتمالات تتزايد اعتباراً من الشهر المقبل". وعند الواحدة من بعد ظهر امس بتوقيت غرينيتش كان الاسترليني يساوي 1.8667 دولار واليورو يساوي 1.2481 دولار في حين سجل الدولار مستوى 109.15 ين. يزداد قلق سوق لندن المالية من زيادة سريعة ومفاجئة لسعر الفائدة على الاسترليني على رغم ارتفاع سعر صرفه القياسي الاخير امام الدولار واليورو ما يجعل زيادة الصادرات الصناعية البريطانية اكثر صعوبة. ومع اجتماع لجنة رسم السياسة النقدية في"بنك انكلترا"الاربعاء والخميس، حين يصدر القرار الشهري في شأن سعر الفائدة، لا تنتظر السوق ان تتخذ اللجنة قراراً سريعاً بزيادة سعر الفائدة الى مستوى يتجاوز اربع نقاط مئوية وبمعدل يراوح بين ربع ونصف نقطة مئوية، على رغم ان قرار رفع الفائدة مرتين في الشهور الثلاثة الماضية بنسبة نصف نقطة مئوية لم يؤد الى خفض حدة ارتفاع اسعار العقار، المتوقع ان تحقق السنة الجارية نسبة ارتفاع يُقدرها الاقتصاديون بنحو 16 في المئة على الاقل، ما يهدد بأن يزيد نسبة التضخم بين المستهلكين في بريطانيا الى مستويات غير مقبولة مع اقتراب الانتخابات العامة. ومع ان ريتشارد جيفري رئيس وحدة الدراسات في"بريدجويل سيكيوريتيز"اعرب عن اعتقاده بأن سعر الفائدة قد يُرفع الخميس الا ان الغالبية العظمى للمحللين الاقتصاديين الذين ظهروا في البرامج الاقتصادية الصباحية مطلع الاسبوع استبعدت قرار رفع الفائدة، وقالت"ان البنك قد يُعجل قراره ويعلنه في نيسان ابريل بدلاً من ايار مايو او قد يرفع الفائدة نصف نقطة مئوية بدلاً من ربع نقطة كما اعتاد اخيراً لمواجهة مخاوف التضخم ولجم النمو السريع للاقتصاد، الذي اظهرت الاحصاءات الاخيرة انه نما في كانون الثاني يناير الماضي بمعدل 2.3 ارتفاعاً من 2.1 في الشهر المقابل من العام الماصي". وكانت السوق توقعت منذ فترة ان تصل الفائدة على الاسترليني الى مستوى خمسة في المئة قبل نهاية السنة كما ان سعر صرف العملة الانكليزية سيواصل ارتفاعه مقابل العملات مع ابتعاد توقعات رفع سعر الفائدة على الدولار، او اليورو، في المستقبل المنظور ما يبقي الاسترليني ملجأ للمستثمرين الطامعين بمردود فائدة ثابت. اليورو ومع توقعات بخفض الفائدة على العملة الاوروبية الموحدة في اجتماع الاسبوع الجاري تراوح تقديرات سوق لندن بان الفائدة على اليورو قد تُخفض بمعدل ربع نقطة او نصف نقطة مئوية لاعادة سعر صرف اليورو الى ما يراوح بين 1.10 و1.15 دولار بدلاً من سعره الذي تجاوز 1.25 دولار ولامس حدود1.30 دولار مطلع السنة الجارية. وقد يخالف البنك المركزي الاوروبي التوقعات ولا يُخفض الفائدة خصوصاً ان له استقلاليته ولا يخضع على الاطلاق لطلبات السياسيين من دون ان يعكس رغبات الرئيس الفرنسي جاك شيراك او المستشار غيرهارد شرودر اللذين طالبا بضبط سعر صرف اليورو. ويقول محللون ان خفض الفائدة بنسب اضافية على اليورو قد يُبعد المستثمرين عن دول الاتحاد او"سوق اليورو"التي خسرت استثمارات ضخمة بسبب غلاء سعر صرف العملة مقابل سعر الدولار والعملات المرتبطة به او المسعرة على اساسه. واذا بقيت الفائدة على اليورو ثابتة ورفعت على الاسترليني لاحقاً قد يستعيد الدولار انزلاقه مقابل العملات الرئيسية الاسترليني واليورو والفرنك السويسري مع بقاء سعره ثابتاً امام الين بسبب التدخلات المستمرة ل"بنك اليابان"المركزي. وكان كلاوس بادر الاقتصادي في"ليمان براذرز"توقع في عطلة نهاية الاسبوع ان يلجأ البنك المركزي الاوروبي الى خفض الفائدة على اليورو بسبب القلق من نمو الاقتصاد الاوروبي. واعرب عن اعتقاده بأن رئيس البنك المركزي الاوروبي الجديد جان كلود تريشيه بدأ"يهتم بشدة بتوقعات الاقتصاديين ويميل الى الاخذ بارآئهم واحصاءاتهم في شأن التضخم والنمو".