تستقبل لندن أشهر المغنين في العالم على مدار السنة، وهي احدى العواصم العالمية للموسيقى. ويساعد انفتاح جمهورها على انطلاق مغنين من خلفيات متنوعة منها. ويتحضر مغني الراي الجزائري فوديل لاحياء حفلة فريدة في العاصمة البريطانية يوم 1 نيسان ابريل المقبل مع المغني الصاعد الشاب نسيم. وقال مدير الشركة الراعية للحفلة "وورلد ميوزيك بروموشن" جان بول لاميير: "سيشهد الجمهور اللندني نوعاً جديداً ومختلفاً عن الحفلات التقليدية". وأضاف انه سعى الى جمع فوديل مع الشاب نسيم الذي عمل مع مجموعة من مغني الراي لسنوات طويلة ليتعرف الجمهور البريطاني على الجيل الجديد لهذا النمط الخاص من الغناء الجزائري. وأتى الشاب نسيم الى بريطانيا قبل ثمانية أعوام بعدما غنى في الجزائروفرنسا، وهو يقول ان الموسيقي "مثل الانسان الصحراوي، لا يتعلق بمكان واحد بل يتبع الفن أينما يأخذه". ولفت الى الفروق بين الجماهير في الدول الأوروبية، مقارناً بين الجمهور الفرنسي والجمهور البريطاني، ف"الجمهور الفرنسي تعوّد على موسيقى الراي بسبب الجالية الجزائرية الواسعة هناك، ولكنه ما زال جديداً على الجمهور البريطاني". لهذا فإن "الايقاعات التي نستخدمها في بريطانيا أوروبية أكثر منها جزائرية، كما اننا نعتمد على الآلات الحديثة أكثر من الآلات التقليدية". ونصح الشاب نسيم المغنين الجزائريين بالتوجه الى بريطانيا بدلاً من التركيز المطلق على فرنسا، موضحاً: "ان لندن في عالم الموسيقى عالم آخر، يجتمع في استوديوهاتها أنجح النجوم مثل ناتاشا أطلس وحسام رمزي اللذين تعرفت اليهما هنا". وأبدى نسيم فرحه بالعمل مع "فوديل" للمرة الأولى في هذه الحفلة ويأمل ب"التعلم من خبرة فوديل الواسعة". ويستعد الشاب نسيم لتوقيع عقد مع الشركة المنتجة "اي اس اي" لاطلاق البومه الأول بعد رحلة غناء استغرقت أربعة عشر عاماً. ويتعاون نسيم مع حسام رمزي في اعداد موسيقى الألبوم. وأعرب عن رغبته في الغناء في الدول العربية ليلتقي الجمهور العربي وقال: "أول مدينة أود الغناء فيها هي دبي، كما انني اتمنى الغناء في بغداد بسبب تاريخها الموسيقي العريق". بدأ نسيم دراسة الموسيقى الكلاسيكية في الجزائر لكنه اتجه الى الراي بعد تأثره بالشاب خالد الذي قاد جيلاً كاملاً من محبي موسيقى الراي. ويعمل الشاب نسيم مع 8 موسيقيين بينهم مغاربة واستراليون وجزائريون ومصريون. انطلقت "وورلد ميوزيك بروموشن" عام 1999 في محاولة لتعريف الجمهور البريطاني بالغناء العالمي. ويقول لاميير ان "لندن مدينة عالمية، تجمع جنسيات مختلفة من العرب والاوروبيين وغيرهم من الأجانب الذين يؤثرون في المجتمع البريطاني". ولكن لوميير اختار طريقاً مختلفاً، اذ من الصعب ان يقنع مستمعو الموسيقى الرائجة مثل ال"بوب" أو الموسيقى الكلاسيكية بالتعرف الى نغمات مختلفة تماماً عن تلك التي اعتادوها. وقال ان تجربة معظم من أتوا الى حفلات نظمها لمغنين أجانب "اما تكون جيدة جداً أو سيئة جداً، فإما ان يحبوا الموسيقى كثيراً ويولعوا بها أو يكرهوها". ولكنه بدا واثقاً من ان حفلة فوديل والشاب نسيم في "هامرسميث بالاس" ستحظى برد فعل ايجابي، خصوصاً بعد نجاح اغنية "وردة الصحراء" التي غناها المغني البريطاني ستينغ مع الشاب مامي. وعرّفت هذه الأغنية الجمهور البريطاني على موسيقى الراي على نطاق واسع بعدما اذاعتها جميع محطات الراديو في العاصمة شهوراً عدة. ووعد لوميير بحفلة فريدة، خصوصاً ان المغنيين سيؤديان أغاني جديدة بالاضافة الى مجموعة من الأغاني القديمة المفضلة مثل اداء دويتو بينهما لأغنية "عبدالقادر" التي جمعت الشاب خالد و"فوديل" ورشيد طه سابقاً. وقال لوميير ان الهدف من وراء عمله هو "جمع الناس على محبة الموسيقى". كما انه أبدى استياءه من "الهراء الذي انتشر على الساحة الغنائية، لذلك أعمل على جلب أفضل موسيقيي العالم الى لندن لفسح المجال لهم هنا". ونجح لوميير باجتذاب انتباه الاعلام العربي والبريطاني والفرنسي لهذا الحدث وقررت محطتا "بي بي سي3" و"سبيكترام" البريطانيتان تغطية الحفلة التي سيحضرها خليط من محبي الراي ومن مستمعيه للمرة الأولى من العرب والأجانب.