في تحقيق لأسبوعية "لونوفيل اوبسيرفاتور" الفرنسية عن الشخصيات الاجنبية الشهيرة في فرنسا، احتل مغني الراي الجزائري الشاب خالد بلا منازع المرتبة الاولى! وقبل اسابيع صُنف لاعب كرة القدم القبائلي زين الدين زيدان ثالث شخصية فرنسية! من علماء السوسيولوجيا من اعتبر ان المسألة تندرج في سياق سياسة الاندماج التي تنتهجها فرنسا. ومنهم من ترجم هذا التفوق ك "انتقام رمزي" للأبناء من فرنسا الام. الرياضة وموسيقى الراي هما اذاً احد اشكال الحضور الجزائري في فرنسا. بعد الشاب خالد والشاب مامي ورشيد طه، نجح الشاب فوديل، في سن العشرين، في اقتحام الوسط الفني لا الفرنسي فحسب، بل الاميركي ايضاً، خصوصاً ان جمهوره العريض هو من الفتيات. وإذا كان الشاب خالد والشامب مامي جزائريي المولد والتربية الى درجة انهما لا يجيدان الفرنسية بشكل مطلق، فان الشاب فوديل فرنسي المنبت. وُلد فوديل سنة 1979 في ضاحية "مانت لا جولي" وهي احدى الضواحي الساخنة التي تُسلّط عليها وسائل الاعلام الفرنسية اضواء تغطيتها، وذلك بُحكم الظروف السيئة التي تترتب عنها في غالب الاحيان مجابهات بين الشباب المغاربي والشرطة. ونجاح الشاب فوديل هو بمثابة "غسيل رمزي" للسمعة السيئة لمدينته الاصلية. اذ انتخبه الجمهور الفرنسي احسن موهبة للسنة، مثلما تربّع ألبوم "كم احبك" و"مولاي عبدالقادر" على رأس المبيعات في فرنسا، علاوة على احيائه سهرتين في قاعة "الأولمبيا". كما ان نجاحه حافز للعديد من الشباب المغاربي لاختراق المهانة التي يتعرضون لها يومياً. بيد ان ظاهرة فوديل الذي لا يتبرّم من القاب مثل "برينس الراي" او "بريسلي الجديد" تمسّ نقطة اساسية: عدوى لغة الراي واللغة المغاربية التي بدأت تتسرّب الى الشباب الفرنسي نفسه، الذي انبثقت في "حَكْيِه" كلمات تحكي الوله والعشق والفراق والغُربة.