قال المفوض العام ل"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" اونروا بيتر هانسن ان "برنامج الطوارئ الذي أعلنته اونروا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، والذي تعمل به منذ بداية الانتفاضة، يواجه كارثة حقيقة تهدده بالتوقف التام". وأضاف في حديث ل"الحياة" عبر الهاتف من باريس وهو في طريقه الى تونس لحضور القمة العربية التي ستعقد غدا ان "المنظمة الدولية وجهت نداء عاجلا الى المجتمع الدولي للتبرع العاجل لبرنامج الإغاثة الطارئة الذي تنفذه في الضفة الغربية وقطاع غزة ويخدم ملايين الفلسطينيين بمبلغ 134 مليون دولار لعام 2004، الا ان الاستجابة الدولية لهذا النداء مقلقة للغاية، فحتى الآن لم تحصل اونروا الا على وعود بمبلغ 40 مليون دولار فقط". وقال هانسن ان "ملايين الفلسطينيين سيتأثرون سلبا من التقليصات التي ستجريها اونروا اذا استمر الوضع المالي الحالي، ما يعني عمليا ان عشرات الاف الفلسطينيين الذين تشغلهم اونروا ضمن برامج البطالة سيفقدون وظائفهم، إضافة الى تقلص المساعدات الغذائية التي تقدمها الى اكثر من مليون فلسطيني في الضفة وقطاع غزة. وأشار هانسن الى ان "الفلسطينيين الذين تواصل قوات الاحتلال يوميا تدمير بيوتهم في المخيمات يتطلعون لأونروا لاعادة بناء ما يدمره الاحتلال، لكن الأوضاع المادية الصعبة التي تعيشها اونروا ستجبرها على وقف عملية بناء المساكن". وأكد ان "انهيار مشروع الإغاثة الطارئة سيكون له انعكاسات سلبية على السكان الفلسطينيين، ما سيدفع بوتيرة العنف في المنطقة الى درجة كبيرة تهدد الاستقرار والمهام الإنسانية التي تقوم بها اونروا". وأضاف انه "سيتوجه الى القادة العرب في مؤتمر القمة العربية المقبلة للتدخل العاجل لمساعدة اونروا وعدم ترك برنامج الإغاثة الطارئة ينهار"، واصفا التحرك العربي باتجاه مساندة "اونروا" ب"المهم جدا". وسيطالب هانسن "بتوفير الحاجات الأساسية للاجئين الفلسطينيين الذين يتدهور وضعهم بصورة يومية على المستويات النفسية والاقتصادية والاجتماعية"، مشيرا الى ان "احساس اللاجئين الفلسطينيين بأن المجتمع الدولي تركهم او خانهم، سيكون له تأثير دراماتيكي على الأوضاع في المنطقة، ومن شأنه أن يرفع وتيرة العنف الى درجة غير مسبوقة". وانتقد هانس القيود التي تضعها اسرائيل في وجه العاملين الدوليين والمحليين التابعين ل"أونروا"، مشيرا الى ان "تلك القيود تعطل وصول المساعدات الانسانية وعمل أونروا بصورة لا يمكن تحملها". وأشار الى أن اجتماع المنظمات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية أخيراً والذي ترأسه شخصيا "أكد ان بعض البرامج التي تنفذها تلك المنظمات مهدد بالتوقف في ظل استمرار إسرائيل بإجراءاتها ضد الموظفين الدوليين"، مذكرا إياها "بوجود اتفاقات وقعت عليها اسرائيل ودول المنطقة، تلزم كل الأطراف باحترام وتسهيل عمل الموظفين الدوليين".