اعلنت مصادر اميركية واسرائيلية متطابقة ان الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيجتمعان في 14 نيسان ابريل المقبل في محاولة لاستكمال تفاصيل خطة الانسحاب الاحادي من مستوطنات غزة. ويأتي هذا التطور وسط انباء متضاربة يفيد بعضها ان البيت الابيض يعتبر ان خطة شارون "ايجابية" ويحتمل ان تكون خطوة "انتقالية تاريخية" في ظل جمود "خريطة الطريق"، فيما تفيد وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الولاياتالمتحدة ترفض اعطاء شارون ضمانات في شأن "خطة الفصل". وكالمتوقع اعادت جريمة اغتيال مؤسس "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين، لشارون بعضاً من شعبيته ورفعت نسبة الذين قالوا انهم راضون عن ادائه من 33 الى 38 في المئة، كما خفضت نسبة غير الراضين الى 44 في المئة. وبيّن استطلاع بكل وضوح ان وراء ارتفاع شعبية شارون، التي سجلت قبل اسبوعين حضيضاً غير مسبوق، "ارتياح" الاسرائيليين من تصفية الشيخ ياسين، اذ اعرب 70 في المئة من اليهود 80 في المئة من المهاجرين الجدد و33 في المئة من مؤيدي اليسار عن تأييدهم العملية على رغم ادراكهم للثمن الشخصي الذي قد يدفعونه. وواصل ابرز المعلّقين انتقادات لشارون على قراره تصفية ياسين وتوعد قادة "حماس" ورأوا ان استعادته بعض شعبيته في اوساط الاسرائيليين موقتة. وكتب دان مرغليت في "معاريف" ان اسرائيل تجاوزت عملياً حدوداً متعارف عليها حين استهدفت رأس الهرم في حركة "حماس" وذكّر بأن رد "الجبهة الشعبية" على تصفية أمينها العام ابو علي مصطفى "الذي كان شخصية سياسية ليست عسكرية" جاء موجعاً باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي. وزاد ان "ثمار قتل ياسين" قد تصمد حتى الاجتماع العام لمركز حزب "ليكود" الثلثاء المقبل وان شارون سيحظى باستقبال حار وبتصفيق حاد، لكن الصورة ستختلف تماماً حين "يُقتل، لا سمح الله، وزير او يخطف ضابط كبير او تنهار مبانٍ شاهقة". وسخر ابرز المعلقين في "هآرتس" من ان وزير الدفاع شاؤول موفاز يؤمن حقاً انه بالامكان هزم "حماس" قبل اخلاء القطاع، وكتب ان التاريخ اثبت انه عبر تصفية زعيم سياسي يمكن وقف عملية سلام لكنه لا يمكن وضع حد للارهاب على خلفية دينية قومية، "المطلوب حل وليس نصراً... ومهما تكن دوافع شارون للانسحاب من غزة لكن الفكرة نشأت على خلفية عجز اسرائيل عن دحر الارهاب بالقوة. الانسحاب هو انسحاب ونحن نفعل ذلك من اجلنا... لا يوجد بعد ضربة خاطفة وانتصرنا... انما ضربة خاطفة وانسحبنا".