في بيت بغدادي قديم يعود تاريخ تأسيسه الى العام 1930 وبحضور ما يقرب من مئتي مثقف عراقي وعربي يتقدمهم مفيد الجزائري، وزير الثقافة العراقي، وهو مشهد لم يعد مألوفاً في ظل الاوضاع الأمنية المتردية التي تعيشها العاصمة العراقية، افتتح الفرع العربي ل"ديوان اتحاد الشرق بالغرب"، وهي المؤسسة التي تشرف عليها الشاعرة أمل الجبوري، وتعنى بتقديم الأدب الألماني الى القراء العرب وتقديم الأدب العربي إلى القراء الالمان، ويشارك في مجلس ادارتها الشاعر ادونيس. وكانت المؤسسة المذكورة بدأت اعمالها بمؤتمر للشعر العربي في صنعاء ايلول سبتمبر العام 2000، ووسعت من نطاق عملها بإصدار مجلة ديوان الفصلية التي صدر منها حتى الآن ستة اعداد ثم قامت بتأسيس "ديوان اتحاد الشرق بالغرب"، في برلين، منتصف العام 2002. وفي حفلة الافتتاح اعتبر الجزائري الموقع الجديد "دليلاً آخر على الدور المتنامي لقوى المجتمع المدني في ايجاد حياة ثقافية قوامها حرية المبادرة وتنوع المشارب واختلاف الرؤى". أما السفير الألماني في بغداد، بيرند ايربيل، فقال إن الناس في بغداد هذه الايام نادراً ما يجتمعون للإحتفال بمناسبة ثقافية. ورأى في الافتتاح خطوة "تدعم الروابط بين الالمان والعراقيين لأنها تنطلق من تقاليد التواصل العميقة". وذكرت امل الجبوري، المشرفة على "ديوان" أن المشاريع المقبلة للمؤسسة تمتد من الموسيقى الى النشر المشترك الى الفعاليات الداخلية والخارجية من مهرجانات وملتقيات فكرية، إضافة الى مدرسة لتعليم اللغة الالمانية. وقالت إنه تم تشكيل صف أول من الاطفال من دور الدولة للأيتام لتساهم الثقافة في رعاية الطفولة. وأعلنت الجبوري أيضاً عن إعادة الأرشيف الذي كان موجوداً في أقبية الدارين اللذين قامت بإصلاحهما وتأهيلهما بدعم ألماني، لتكون مقراً لفرع "ديوان" في بغداد. ويتألف الأرشيف من أشرطة تلفزيونية وأجهزة بث وتسجيل ووثائق في غاية الأهمية. وكانت إحدى الدارين مقراً ل"جريدة الزوراء" التي تصدرها "نقابة الصحافيين العراقيين"، ويشرف عليها عدي، النجل الاكبر للرئيس العراقي المخلوع. وكانت مستودعاً للوثائق الخاصة بتلفزيون الشباب الذي كان يشرف عليه عدي أيضاً. وعرض خلال الافتتاح فيلم وثائقي يحكي قصة البيوت التراثية البغدادية التي وجهت الجبوري دعوة للقيام بحملة عالمية لإنقاذها، وإعادة ترميم ما تبقى منها، "لأنها جزء من التراث الثقافي العالمي". وكرّم سبعة من شيوخ الثقافة العراقية ومنحوا وسام "ديوان للابداع الثقافي" وهم: حسن علي محفوظ، يوسف العاني، محمد غني حكمت، مهدي عيسى الصقر، علي الحلي، منذر جميل حافظ والفنان شاكر حسن آل سعيد الذي توفي قبل اسابيع. وقدّمت خلال الافتتاح قراءات شعرية باللغة العربية لشعراء ألمان، ومعزوفات موسيقية لفرقة عشتار.