سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكومة شارون تستأنف سياسة اغتيال القادة السياسيين بعد عملية حيفا . جيش الاحتلال يغتال الذراع اليمنى للشيخ ياسين في هجوم صاروخي استهدف سيارته وقضى على مرافقيه
نفذت الحكومة اليمينية الاسرائيلية قرارها باغتيال قادة سياسيين في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس والذي اتخذته في ساعة متقدمة من ليل الاربعاء - الخميس في اعقاب العملية الاستشهادية في مدينة حيفا. واقدم الجيش الاسرائيلي صباح امس على اغتيال احد قياديي "حماس" السياسيين الدكتور ابراهيم المقادمة، الذراع اليمنى لمؤسس الحركة وزعيمها الشيخ احمد ياسين، بعدما ساد اعتقاد في اعقاب اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي اليميني المتطرف رحبعام زئيفي الذي نفذه مسلحون من "الجبهة الشعبية" ردا على اغتيال امينها العام ابو علي مصطفى، ان الدولة العبرية عدلت عن قراراتها اغتيال قادة سياسيين. سددت الحكومة الاسرائيلية امس ضربة قاسية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس باغتيال احد قادتها، مؤسس الجناح العسكري لجماعة "الاخوان المسلمين" الفلسطينية الدكتور ابراهيم المقادمة 53 عاما، في خطوة تصعيدية جاءت على ما يبدو ردا سريعا ومباشرا على العملية الفدائية التي نفذها مساء اول من امس مقاتلون من "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس" في مستوطنة "كريات اربع" وسط مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية. وكانت مروحيتان اسرائيليتان من نوع "اباتشي" الاميركية الصنع اطلقتا اربعة صواريخ في اتجاه السيارة الخصوصية التي كان المقادمة يستقلها متوجها الى عمله في الجامعة الاسلامية في مدينة غزة، ما ادى الى استشهاده وثلاثة من مرافقيه هم خالد حسن جمعة 30 عاما من جباليا، وعبدالرحمن زهير العامودي 29 عاما من مخيم الشاطئ في مدينة غزة، وعلاء محمد الشكري 30 عاما من حي التفاح في المدينة. واصابت الصواريخ السيارة مباشرة، ما ادى الى تدميرها تماما، وتدمير سيارة اخرى كانت تمر صدفة في المكان، فيما تحولت أجساد الشهداء الى قطع لحم متفحمة وتناثرت اشلاؤهم في مكان الانفجار في حي النصر في مدينة غزة. وقال شهود ل"الحياة" ان المقادمة كان في طريقة من منزله الى الجامعة عندما ظهرت طائرتان في سماء شرق مدينة غزة، واثنتان شمالها اطلقتا الصواريخ الاربعة في اتجاه السيارة فأصابتاها مباشرة، لافتين الى ان الطائرات الاربع اختفت من سماء المدينة بعد نحو خمس دقائق على القاء بالونات حرارية خلفها. واوضحوا ان عددا من المارة وتلاميذ المدارس اصيبوا بجروح، من بينهم المواطن رياض الددا 30 عاما الذي اصيب بشظايا في رأسه وعينيه، فيما وصفت مصادر طبية في مستشفى الشفاء في المدينة جراح الددا بأنها خطيرة. اسرائيل تتهمه بالنشاط العسكري وفور وقوع العملية، توافد الى مكان الحادث آلاف المواطنين للاطلاع على آثار الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، في حين هرعت المئات من طالبات الجامعة الاسلامية في تظاهرة حاشدة الى مكان الجريمة حيث توافد ايضا مقاتلون وكوادر من حركة "حماس" وتوعدوا بالرد والانتقام. وبررت الدولة العبرية جريمتها بان المقادمة "متورط في نشاط حركة حماس العسكري". وتأتي العملية، وهي الاولى منذ اغتيال صلاح شحادة القائد العام ل"كتائب القسام" في 22 تموز يوليو الماضي، تنفيذا للقرار الذي اتخذه المجلس الوزاري المصغر الاسرائيلي في ساعة متقدمة من ليل الاربعاء -الخميس الماضي، بعد ساعات قليلة على العملية الاستشهادية في مدينة حيفا الساحلية وقتل فيها 15 اسرائيليا وجرح اكثر من 40 اخرين. ويرى الفلسطينيون أن اغتيال المقادمة، الذي يأتي في سياق العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ 29 شهرا هي عمر الانتفاضة الحالية، سيفجر معركة جديدة من العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال والمستوطنات في الضفة والقطاع والقدس، وداخل الخط الاخضر، لا تعرف عواقبها. ومن المرجح ان تشهد الايام والاسابيع المقبلة عمليات نوعية ينفذها مقاتلون من "كتائب القسام" ردا على اغتيال المقادمة، الرجل الذي يحظى باحترام كبير في اوساط الكتائب وحركة "حماس" على حد سواء. ويعتبر المقادمة أرفع قيادي تغتاله اسرائيل بعد ابو علي مصطفى الذي اغتالته في مكتبه في مدينة رام الله في 27 آب اغسطس عام 2001. ... وتتهمه بتجنيد صلاح شحادة وقالت مصادر امنية اسرائيلية لموقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على شبكة الانترنت ان المقادمة "لعب دورا رئيسا في بلورة سياسة العمليات التي تقوم بها الحركة جنبا الى جنب مع صلاح شحادة ومحمد ضيف" الذي يعتقد انه القائد الحالي ل"كتائب القسام". واضافت ان المقادمة جند شحادة الى حركة "حماس" عام 1984، مشيرة الى انه في اعقاب اغتيال شحادة واصابة ضيف نجا من محاولة اغتيال قبل اشهر تعززت مكانة المقادمة كواحد من الشخصيات القيادية في حركة "حماس"، حيث يقوم بالتخطيط لمواصلة تنفيذ الهجمات. "القسام" تتوعد المسؤولين الاسرائيليين ونعت "كتائب القسام" في بيان اصدرته في اعقاب عملية الاغتيال "القائد والمفكر الكبير، عضو القيادة السياسية لحركتنا الراشدة ... وعلم من اعلام جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين". ودعت في بيانها "جميع الخلايا العسكرية للرد بشدة في عمق الكيان المسخ اسرائيل واستهداف كل شبر من ارضنا يقف عليها مغتصب يهودي... ندعو خلايانا في الخليل ونابلس وجنين ورام الله وبيت لحم وغزة ورفح وخان يونس وجباليا وفي كل شبر من ارضنا المحتلة للاعداد والتخطيط المنظم لضرب الاحتلال في مقتل". وفي اشارة الى استهداف مسؤولين وقياديين في الحكومة الاسرائيلية، اعلنت "الكتائب" لخلاياها بأن "كل الخيارات العسكرية مفتوح امامهم وعلى رأسها استهداف القادة السياسيين اليهود". 30 الفا يشيعون المقادمة من جانبها، استنكرت السلطة الفلسطينية "الجريمة الاسرائيلية"، ونقلت وكالة "وفا" الرسمية للانباء عن ناطق باسمها ان "جريمة الاغتيال الاثمة... تعبر عن الطبيعة العدوانية والعنصرية، التي لن تجلب الامن للاسرائيليين على الاطلاق". واضاف ان "القيادة التي بذلت وتبذل كل الجهود من اجل التهدئة ووقف إراقة الدماء، لا تلقى من حكومة اسرائيل وجيش الاحتلال غير التصعيد والاغتيال واقتراف الجرائم اليومية المدانة في حق المواطنين الفلسطينيين". وشدد على ان "القيادة تدعو المجتمع الدولي الى كبح جماح هذا التصعيد الاسرائيلي الشامل ووقف جرائم الاغتيال التي تهدد الجهود التي يبذلها لوضع حد للتصعيد واراقة الدماء واحترام اتفاق السلام الذي تصّر عليه العناصر المتطرفة ضد جماهيرنا وارضنا ومقدساتنا المسيحية والاسلامية". وفي وقت لاحق، شيع أكثر من 30 الف فلسطيني الشهداء الاربعة الى مثواهم الاخير بعد اداء الصلاة عليهم في المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة. شيهدان في جباليا من جهة اخرى، استشهد الشاب محمود حسن الزيناتي 35 عاما امس متأثر بجروحه التي اصيب بها في المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم جباليا ليل الاربعاء الخميس الماضي، ليرتفع بذلك عدد شهدائها الى 12 شهيدا. كما استشهد الشاب مفيد سعيد الضعيفي 23 عاما من مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع ظهر امس برصاص قوات الاحتلال المتمركزة في الموقع العسكري الجديد فوق تلة قليبو قبالة تل الزعتر شمال المخيم. الى ذلك، سلمت قوات الاحتلال صباح امس جثامين ثلاثة شهداء فيما لا تزال تحتجز جثمان رابع لديها. وافادت مصادر طبية في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية امس ان قوات الاحتلال سلمت جثامين الشهداء محسن محمد عمر القواسمي 21 عاما وحازم فوزي عبدالسميع 18عاما وسفيان محمد حريز 21 عاما وجميعهم من مدينة الخليل. وفي اعقاب العملية في مستوطنة "كريات اربع" هدمت قوات الاحتلال محلين تجاريين تعود ملكيتها للمواطن فريد الرازم، وجرفت مساحات من الاراضي تعود ملكيتها له وللمواطن نعمان دعنا.