الخيل والليل والبيداء تعرفني... هكذا تحدث شعراً المتنبي. ويبدو أن خيول اسطبلات الخالدية يحق لها التغني بسحر جمالها وتناسق قوامها وفتنة حركاتها على إيقاع الموسيقى، وتحكي صولاتها وجولاتها عالمياً وإقليمياً من عاصمة الأنوار باريس إلى الإمارة الباسمة، عاصمة الفنون والخيول الشارقة، بعد اختتام مهرجانها الخامس الدولي للجواد العربي الذي استمر من 17 إلى 19 آذار مارس الجاري، حيث انتزعت خيول الخالدية غالبية ألقاب أشواط المهرجان الذي شاركت فيه 201 خيل من دول عربية وغربية وشهد حضوراً رسمياً رفيعاً، ومتابعة جماهيرية جيدة وتغطية إعلامية مكثفة. امسك الخشب... وبسمل وأنت تربت... عنو على ظهر الخيول... فقد انتزعت المهرة "أي إم خديجة كاثر" المركز الأول في الشوط الثاني لمهارات عمر سنتين، واحتلت المهرة "لها الخالدية" المركز الثالث. جاءت الفرس "سارة الخالدية" في المركز الأول للأفراس عمر من 4 الى 6 سنوات والفرس "هلا" في المرتبة الثالثة في الشوط الرابع. وفي الشوط الخامس المخصص للأفراس من عمر 7 الى 8 سنوات اعتلت الفرسة "دبليون فاون أوبسيشن" للأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الصدارة، واحتلت "دايفن ديشتيني" و"أنساتا نايل بيرل" من اسطبل الخالدية المركزين الثالث والرابع على التوالي. وفي الشوط السادس لأفراس عمر 9 سنوات فما فوق حلت فيكتوريا وصيفة، وكذلك الحال للمهر "معتز البويبية" للمهور عمر سنة واحدة. وفي الشوط السابع تقدم خطوة وشوطاً ليحل المهر "المنتصر" ثالثاً و"إن شاء الله" رابعاً في الشوط الثامن المخصص للمهور في عمر سنتين. وفي الشوط التاسع حقق المهر "باسم الخالدية" المركز الأول للمهور عمر 3 سنوات. وفاز الفحل "إيسكيب ابن نافارون - دي" بالمركز الأول لفئة الفحول من عمر 4 الى 6 سنوات، ولكن خيول الخالدية "إن شمال" و"زي ريكوشيت" و"سنغالي" حصدت غلة منصة الألقاب في هذه الفئة. وتوجت خيول سمو الشيخ زايد لفئتي الركوب للفحول والأفراس والذكور المخصية عمر 4 سنوات بالمراكز الأولى في الشوطين ال11 و12. ومع هذا التنافس الإماراتي - السعودي على منصات التتويج في مملكة جمال الخيول العربية، توشحت الخالدية بثوب البطل بتنوع ألقابها في الفئات المتعددة والأشواط المختلفة، بعد أن سحرت لجنة التحكيم الأجنبية وكبار الشخصيات والجماهير الإماراتية. وأسدل الستار على مهرجان الشارقة في نسخته الدولية الأولى، واستمتع الحضور بعروض الجمال وسحر الموسيقى... كان هنالك فضاء للفن التشكيلي بمعرض الفنان السعودي ناصر الصبيحي، وأصبح هنالك أمل بأن تصبح المدينة الباسمة عاصمة الخيول والفروسية في المنطقة بعد افتتاح أول مركز للتلقيح الاصطناعي ومستشفى للخيول... فجمع مهرجانها ما بين الوفاء لتراث الأجداد والخطوة الأولى في صناعة المستقبل.