كان من الممكن ان أجلس على الشرفة، وأنتظر لولا شعاع الشمس الذي أحترق جسدي. عالياً كان الموج، شرساً كان الطوفان. لم أملك منهما سوى الهدير، وكنتُ لا أنتظره. إنما أمارس الأمل وحده. الأمل وحده السكن. الحلم وحده الرديف. ووحده أتصاعد إليه بأنفاسي، فيهزني صارخاً: انهضي، أيتها الصاخبة. هل كنت سأحظى برفقته لولا متاهته التي ضللتني. هل نسيت ان أقول الوداع ولا أذهب، أتقلب منه على فراشٍ، وهناك أخبط بجناحيّ لأغير هواء الغرفة فقط، فيصبح وجودي زائداً في الحلم. وحدك تدرك القيمة، لو ان مكتئباً مددت له يداً أو أسديت لبدائي على بعد غابة لكمة بسيطة، كي يتهاوى في البحيرة هناك، فتغمره المياه. لو لم تسقط تلك المرأة من النافذة، وهي تراك غيمة بعيدة، لانفجر رأسها حين ارتطمت. ماذا أقول وآخرون يرجمونك من وراء الغبار، فلم تسبقهم الى خذلانهم، كنت تسمع صراخهم، فتدفعهم للخسارة، وأنت تومئ من بعيد وتقترب. شيء كهذا يصيبني، فتمالكت هذياني واستبقيتك، على ومضك، أنت الى قمة الجبل، وأنا سيزيف الذي يصعد، سأرتقيك ولن تنهشني الصعاب. جوقتي الأناشيد، كلما صعدت تربحني الخطوات، وتُنشد لي، حيث أُسقط تفاحتي لآدم، وأنت صامتاً تدخل. كن بحراً يا آدم. أيها الأمل: كنت نائماً حين وصلتنا الكآبة، فلتكنس الأرض كلها، كي تعيد لي روحي التي تلفت. الإمارات