اعتبر الرئيس السابق للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف ان الحرب على العراق كانت "خطأ فادحاً" إذ زادت أخطار الاعتداءات الارهابية، في حين استمر السجال الأميركي الفرنسي حول علاقة تفشي الارهاب في العراق بالحرب. وناقش وزير الخارجية الأميركي كولن باول في اتصال هاتفي مساء أول من أمس مع ميغل انخيل موراتينوس المرشح لتولي حقيبة الخارجية في الحكومة الاسبانية الجديدة، مسألتي مكافحة الارهاب ووجود القوات الأجنبية في العراق. وفي محاولة لتطويق تداعيات موقف الرئيس الجديد للحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو الذي يعارض بشدة الحرب على العراق، وأكد علناً ان القوات الاسبانية لن تبقى في هذا البلد بعد نقل السيادة، أصدر الحزب الاشتراكي الاسباني ليل الجمعة بياناً شدد على أن الاتصال بين باول وموراتينوس سادته "روح ايجابية جداً" ورغبة في الحفاظ على "أفضل العلاقات" بين واشنطنومدريد، على رغم الخلاف حول العراق. وجاء في البيان ان الجانبين ناقشا مواقفهما من "الوجود العسكري الدولي هناك خصوصاً ما يتعلق بالقوات الاسبانية"، لافتاً الى انهما "أعربا عن اقتناعهما بضرورة ان يحافظ البلدان أميركا واسبانيا على تعاونهما في المجال الذي يقلقهما وهو مكافحة الارهاب". وكان موراتينوس أكد في تصريحات بثتها شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية ان "سحب 1300 جندي" اسباني من العراق "لا يعني ان اسبانيا تتخلف عن التزامها في مكافحة الارهاب"، وأن قرار بلاده "لن يغيّر مستقبل العراق". وزاد ان سحب هؤلاء الجنود لن يُنفذ "اذا لم نكن قادرين على منح الأممالمتحدة دوراً سياسياً مركزياً" في ذلك البلد. وأشار الى أن هناك "جدلاً غير صحيح، والجدل الحقيقي يتعلق بسبل توطيد العملية السياسية والديموقراطية والأمنية في العراق". واستدرك: "علينا تغيير النموذج المطبق منذ الحرب الظالمة التي لم تتسبب سوى في كوارث، بالتالي المزيد من عدم الاستقرار في العالم". وعلى رغم مناشدة واشنطنمدريد إبقاء قواتها في العراق، قال موراتينوس: "لن نستمر مع مزيد من الاعتداءات ومزيد من القتلى ومزيد من عدم الاستقرار، ومزيد من العجز من المجموعة الدولية. إبقاء قواتنا في عملية سياسية غير مشروعة، سينم عن لا مسؤولية، ونعرف ان مصيرها الفشل". وعكس الطروحات الأميركية الحالية قال موراتينوس ان "الحرب على العراق لم تطلق للقضاء على القاعدة، واسبانيا متمسكة بالتزامها في افغانستان، حيث يوجد اسامة بن لادن" زعيم التنظيم. وأكد ان اسبانيا "ستعود الى أوروبا التي تُبنى لأن المصالح الاسبانية يدافع عنها في شكل أفضل اذا كنا جزءاً من النواة الصلبة، من المحرك الأوروبي". ... "نحن أوروبيون أولاً" وأضاف: "نحن أوروبيون قبل كل شيء. واسبانيا في الاطار الأوروبي، تريد أفضل حوار ممكن بين ضفتي الأطلسي، انما في اطار أوروبا قوية، موحدة، تكون عاملاً شاملاً يتمتع بأهمية، ويستطيع اقامة علاقة مختلفة مع الولاياتالمتحدة، وإذا لم يحصل ذلك، لا نقيم سوى علاقة خضوع، وفي القرن الواحد والعشرين يجب أن نعاود النظر في تحالفاتنا الاستراتيجية بروح ايجابية". وكرر موراتينوس ان سحب القوات الاسبانية من العراق "ليس نهاية العالم"، في وقت ردت وزارة الخارجية الأميركية على تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان الذي شدد على أن "الارهاب لم يكن موجوداً في العراق قبل الحرب". وقال مساعد الناطق باسم الوزارة آدم ايريلي: "الارهاب كان موجوداً قبل الحرب على العراق، وكانت للعراق صلات به، وكانت منظمات ارهابية تنشط فيه". واعتبر ان "استخدام الارهاب علامة في عالمنا المعاصر، ومحاولة القول انه موجود في جزء من العالم وليس في جزء آخر، هي تجاهل لانسياب هذه الظاهرة". وكرر ذريعتين طرحتهما الولاياتالمتحدة قبل الحرب، حول وجود جماعة "أنصار الاسلام" في شمال العراق الذي يسيطر عليه الأكراد، وصلات بغداد المفترضة مع الأردني "أبي مصعب الزرقاوي" المشتبه في علاقته بتنظيم "القاعدة". الى ذلك، ألقى غورباتشوف كلمة في مؤتمر نظمته جامعة انهواك في ضاحية مكسيكو ليل الجمعة السبت، شدد فيها على ان اجتياح العراق "أدى الى مزيد من الارهاب وليس الى تدارك هذه الآفة". ولاحظ أن "نتائج قاسية" ترتبت على الحرب، مشيراً الى أن "الديموقراطية لا تفرضها الدبابات والصواريخ". وختم قائلاً: "لا أحد يشكك في القدرة الاقتصادية والعسكرية والديموقراطية للولايات المتحدة. نعترف بذلك وبأن الولاياتالمتحدة يمكن أن تكون زعيمة العالم، لكننا لا نؤمن بزعامة مفروضة بالهيمنة. وليس ثمة طريق غير احترام القانون الدولي والتعاون، وكل شيء آخر من شأنه أن يشكل خطراً كبيراً على العالم".