سعى زعماء العالم أمس، الى إيجاد سبيل للتكيف مع بقاء الرئيس الأميركي جورج بوش في السلطة أربع سنوات أخرى، في وقت أشاد أصدقاؤه بإعادة انتخابه. وقال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني أوثق حلفاء واشنطن في حرب العراق إن اعادة انتخاب بوش جاءت في وقت حرج للعالم، وان على الدول ان تتعاون لنشر الديموقراطية في العراق، ومكافحة الفقر في افريقيا، وتحقيق تقدم في مساعي احلال السلام في الشرق الاوسط. واضاف: "العالم الذي يعاني من التفتت والانقسام وعدم اليقين يجب عليه توحيد صفوفه". من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إن إعادة انتخاب بوش تمثل فرصة جديدة للدول الأوروبية وللعالم الديموقراطي حتى يتوحد ويعمل على حل قضايا مثل الشرق الأوسط. ووجه المستشار الألماني غيرهارد شرودر الذي أغضبت معارضته العلنية لحرب العراقواشنطن، برقية تهنئة لبوش قال فيها إن "أمننا واستقرارنا يهددهما الإرهاب الدولي وخطر انتشار أسلحة الدمار الشامل والأزمات الإقليمية والفقر وتغير المناخ والأوبئة"، وشدد على أن "مواجهة هذه التحديات تتطلب عملاً مشتركاً" يصب في مصلحة الطرفين. من جهته، قال رئيس الدولة الألماني هورست كولر في برقية إلى بوش: "أنتم لا تمثلون أهمية لبلدكم فحسب، وإنما تتمتعون بأبعاد دولية أيضاً"، مشيراً إلى أن الألمان "لن ينسوا الدعم التي قدمته واشنطن لإعادة إعمار ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وضمان الحرية والأمن خلال الحرب الباردة، وصولاً إلى استعادة الوحدة الألمانية"، بينما قال خوسيه لويس ثاباتيرو رئيس وزراء إسبانيا الذي سحب قوات بلاده من العراق انه يتمنى العمل مع بوش. وهنأ الرئيس الفرنسي جاك شيراك، أحد اشد منتقدي حرب العراق، بوش على فوزه، وقال في رسالة لنظيره الاميركي: "ان تعاوننا وقتالنا المشترك ضد الارهاب وجهودنا لتعزيز الحرية والديموقراطية يجب ان تواصل تطورها بروح الحوار والتقدير والاحترام المتبادل". واضاف: "لن نتمكن من الخروج بردود مرضية على التحديات الكثيرة التي نواجهها اليوم من دون شراكة قوية عبر الاطلسي". من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه انه على رغم الخلافات "فان فرنسا والولايات المتحدة حلفاء عبر التاريخ". واعتبر مسؤولون روس ان الولاية الثانية لبوش ستشهد تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، ورجح رئيس الاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف ان تشهد ولاية بوش الثانية تغيراً ملموساً في السياسة الخارجية الاميركية، يقوم على الافادة من اخطاء المرحلة الماضية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإيطالي سلفيو بيرلسكوني، اعتبرا فوز بوش جاء دعماً "للحرب على الإرهاب". إسلام آباد وفي إسلام آباد، صرح الرئيس الباكستاني برويز مشرف في بيان "نأمل في تعزيز العلاقات بين بلدينا" بعد إعادة انتخاب الرئيس بوش، بينما قال رئيس وزرائه شوكت عزيز انه يأمل في ان تساهم إعادة انتخاب بوش في تعزيز الشراكة المتعددة الاوجه بين واشنطنوإسلام أباد. كما أعلن وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمد قصوري أن إعادة انتخاب بوش ستضمن استمرار السياسة الاميركية تجاه دول جنوب آسيا وخصوصاً باكستان. صمت في الصين وايران وكوريا وفي وقت امتنع المسؤولون الايرانيون عن اتخاذ اي موقف رسمي من الانتخابات الرئاسية الاميركية، امل النائب الايراني المحافظ كاظم جلالي ان يصحح بوش خلال الولاية الجديدة الاخطاء التي ارتكبت خلال ولايته الماضية. وعبر هذا النائب الناطق باسم لجنة السياسة الخارجية البرلمانية التي تتمتع بنفوذ كبير عن أمله بأن يغير بوش في شكل خاص "سياسته في مكافحة الارهاب التي عمقت الشرخ بين الشعوب، وبأن يعمد بدل ذلك الى محاربة الجذور الحقيقية للشر". وطالب بأن تعتمد واشنطن "مقاربة تقنية وليس سياسية" للملف النووي الايراني. كما طالب ب"معالجة عادلة" للقضية الفلسطينية والكف عن الانحياز لاسرائيل، إضافة الى وضع حد لاحتلال العراق ونقل السلطة الى العراقيين في شكل فعلي. وفي بكين التي لم تعلق سلطاتها على فوز بوش، ابدى محللون خشيتهم من ان تعتبر ادارة بوش الصين منافساً استراتيجياً بدلاً من اعتبارها شريكاً، وان تعمل على الحد من تنامي قوة بلد البليون ومئتي مليون نسمة. وقال دينغ ييفان، المدير المساعد لمعهد التنمية العالمية التابع للحكومة الصينية "ان المقربين من بوش يرون الامور بمنظار الحرب الباردة، ويعتقدون ان النظام في الصين كيفما كان سيشكل تهديداً محتملاً على الدوام". واضاف "ان الادارة الاميركية تريد نشر قوات في آسيا وفي المحيط الهادئ والهند، وفي آسيا الوسطى. انها تقوم بنشر نفوذها في المناطق المحيطة بالصين". وفي وقت لزمت كوريا الشمالية الصمت، عبر وزير خارجية كوريا الجنوبية بان كي-مون عن اعتقاده بأن ادارة بوش الثانية ستواصل سياسة الحرب على الارهاب وضد انتشار اسلحة الدمار الشامل، مضيفاً أن "ثمة احتمالاً ان تعطي مزيداً من الاهمية للتعاون الدولي نظراً الى الانتقادات التي وجهت اليها خلال الحملة الانتخابية". ورحبت هانوي بفوز بوش، وقال لي دونغ الناطق باسم الإدارة الفيتنامية إن "علاقات هانوي مع أميركا أحرزت تقدماً كبيراً خلال فترة رئاسته الماضية، ونأمل في توثيقها".