طلبت واشنطن من مدريد توضيحات بشان تصريحات رئيس الحكومة خوسيه لويس ثاباتيرو في تونس والتي برر فيها قراره بسحب القوات الاسبانية من العراق وفهمت على أنها دعوة للدول الأخرى لسحب قواتها. ونقلت فرانس برس عن مصدر أميركي قوله إن واشنطن طلبت نصا خطيا لتصريحات حول العراق ادلى بها ثاباتيرو اثناء زيارته الرسمية الى تونس الاسبوع الماضي كي لا يحصل اي سوء تفاهم. وكان ثاباتيرو اعلن للصحافيين انه لو كان اتخذ مزيد من القرارات على غرار تلك التي اتخذتها اسبانيا، لكانت فتحت آفاق اكثر ملاءمة للسلام في العراق. وقد فسرت وسائل اعلام اسبانية هذه التصريحات على انها دعوة موجهة الى الدول المشاركة في الائتلاف بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق، الى ان تستوحي من قرار اسبانيا بسحب قواتها. واكد وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس للتلفزيون الاسباني العام ان واشنطن طلبت توضيحا والنص الحرفي لتصريحات ثاباتيرو. وفي معرض الحديث عن ان احتلال العراق يزيد من عدم الاستقرار، لم يكن ثاباتيرو يبغي سوى التذكير برؤيته القائلة بالمزيد من السياسة والقليل من العمليات العسكرية في تسوية هذا النوع من النزاعات، كما قال موراتينوس. وكان ثاباتيرو الذي فاز في الانتخابات التشريعية في 14 اذار مارس بعد ثلاثة ايام على الاعتداءات الاسلامية التي وقعت في 11 اذار مارس (191 قتيلا)، بدأ ولايته بتوجيه الاوامر الى القوات الاسبانية في العراق بالانسحاب من هذا البلد، حسب ما وعد في حملته الانتخابية. ووقف هكذا الى جانب فرنسا والمانيا في معسكر الرافضين للحرب وحسم موقفه من سياسة الدعم غير المشروط لواشنطن التي انتهجها سلفه المحافظ خوسيه ماريا اثنار.